للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عرض له، فأشغله عن إجرائه على لسانه (١).

(فطاف بِهِنَّ) كلِّهن في تلك الليلة (فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة) من بينهن (نصفَ إنسان)، وفي رواية: "جاءت بشق إنسان" (٢)، وفي أخرى: "إلا واحدًا ساقطًا شِقُّه" (٣)، وفي أخرى: "جاءت بشقِّ رجل" (٤)، وقد حكى النقاش في "تفسيره": أن الشقَّ المذكور هو الجسدُ الذي أُلقي على كرسيه.

وفي قول غير واحد من المفسرين: أن المراد بالجسد المذكور: شيطان، وهو المعتمد، والنقاش صاحب مناكير (٥).

(قال) أبو هريرة - رضي الله عنه -: (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو قال) سليمانُ بنُ داود -عليه السلام- بعدَ مقالته التي قالها: (إن شاء الله، لم يحنث) المراد: أنه لو كان، يحصل له ما طلب، ولا يلزم من إخباره -عليه الصلاة والسلام- بذلك في حق سليمان في هذه القصة أن يقع ذلك لكل من استثنى في أمنيته، بل في الاستثناء رجوى الوقوع، وفي ترك الاستثناء خشية عدم الوقوع، وأما إخباره - صلى الله عليه وسلم - أن سليمان -عليه السلام- لو قال: إن شاء الله، لم يحنث (٦)، (وكان) ذلك (دَرَكًا) -بفتحتين-، من


(١) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٦/ ٤٦١).
(٢) رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (٣٣١٧)، وتقدم تخريجه عند البخاري برقم (٤٩٤٤)، وعند مسلم برقم (١٦٥٤/ ٢٢)، وعندهما: "نصف إنسان".
(٣) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٣٢٤٢)، وعنده: "ساقطًا أحد شقيه".
(٤) تقدم تخريجه عند البخارىِ برقم (٢٦٦٤، ٦٢٦٣)، وعند مسلم برقم (١٦٥٤/ ٢٥).
(٥) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٦/ ٤٦١).
(٦) المرجع السابق، الموضع نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>