للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحضر الإنسان فيه بركة لا يدري أن تلك البركة فيما أكل، أو فيما بقي على أصابعه، أو فيما بقي في أسفل القصعة، أو في اللقمة الساقطة، فينبغي أن يحافظ على هذا كله؛ لتحصل البركة، انتهى (١).

وقد وقع لمسلم من حديث جابر: "إن الشيطان يحضرُ أحدَكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمةُ، فلْيُمِطْ ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها، ولا يدعها للشيطان" (٢).

وله نحوه في حديث أنس، وزاد: وأمر بأن تُسْلَت القصعةُ (٣).

قال الخطابي: السَّلْت: تَتَبُّعُ ما بقي فيها من الطعام (٤).

قال النووي: والمراد بالبركة: ما يحصل به التغذية، وتسلم عاقبته من الأذى، ويقوي على الطاعة، والعلم عند الله (٥).

وفي الحديث: ردٌّ على من كره لعقَ الأصابع استقذارًا، نعم يحصل ذلك لو فعله في أثناء أكله؛ لأنه يعيد أصابعه في الطعام وعليها أثرُ ريقه (٦).

قال الخطابي: عاب قومٌ أفسدَ عقلَهم الترفُّهُ، فزعموا أن لعق الأصابع مستقبَحٌ، كأنهم لم يعلموا أن الطعام الذي لُعِق بالأصابع أو الصحفة جزءٌ من أجزاء ما أكلوه، وإذا لم يكن سائرُ أجزائه مستقذرًا، لم يكن الجزء


(١) انظر: "شرح مسلم" للنووي (١٣/ ٢٠٦). وانظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ٥٧٨).
(٢) رواه مسلم (٢٠٣٣/ ١٣٥)، كتاب: الأشربة، باب: استحباب لعق الأصابع والقصعة.
(٣) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (٢٠٣٤)، وعنده: "وأمرنا أن نسلت القصعة".
(٤) انظر: "معالم السنن" للخطابي (٤/ ٢٦٠).
(٥) انظر: "شرح مسلم" للنووي (١٣/ ٢٠٦).
(٦) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ٥٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>