للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو أمامةَ، وجابرٌ، وعمرُ وبنُ أمية، في آخرين (١).

قال ابن عبد البر: عمل بالمسح على الخفين: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسائر أهل بدر، وأهلُ الحديبية، وغيرُهم من المهاجرين والأنصار - رضوان الله عليهم أجمعين - (٢).

واحتجت الإمامية بما رُوي عن علي - رضي الله عنه -: أنه قال: ما أبالي مسحتُ على الخفين، أو على ظهر حمار (٣).

وجواب هذا: أنه قد صح عن علي - رضي الله عنه - حديثُ المسح، وما ذكروه عنه لا يصحُّ ولا يثبت.

واحتجوا أيضاً: بما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنه قال: سبقَ كتابُ الله المسحَ، وما أبالي أمسحتُ على الخفين، أو على ظهر بختي هذا (٤)، وأنه قال: قد مسحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على الخفين، واللهِ! ما مسح بعد المائدة (٥). فأثبتَ مسحَه - صلى الله عليه وسلم -، وادَّعى النسخَ.

والجواب: أن هذا لم يصحَّ عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - (٦)، ولو


(١) انظر: "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (١/ ١٨٤).
(٢) انظر: "التمهيد" لابن عبد البر (١١/ ١٣٧).
(٣) ذكره ابن الجوزي في "التحقيق" (١/ ٢٠٦). وقد رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٩٥٢)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٩٤٩).
(٥) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٣٢٣)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٢٢٨٧).
(٦) قال البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٢٧٢): إن ابن عباس كره المسح حين لم يثبت له مسح النبي على الخفين بعد نزول المائدة، فلما ثبت له، رجع إليه، ثم ساق بإسناده رجوع ابن عباس إلى المسح على الخفين.

<<  <  ج: ص:  >  >>