للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفضلُ، وأفضلُ من المُقام بمكةَ المشرفةِ، والصلاةُ بمكةَ أفضلُ من الصلاة بالثغر، ويُكره لغير أهل الثغر نقلُ أهلِه من الذريَّةِ والنساء إليه، لا إلى غيرِ مَخوفٍ كأهلِ الثغر.

ذكرَ أبو داودَ للإمام أحمد - رضي الله عنه - منعةَ طرسوس وغيرها، فكرهه، ونهى عنه.

قلت: تخافُ عليه الإثمَ؟ قال: كيف لا أخاف يعرض بذريته للمشركين؟

قيل له: فأنطاكية؟ قال: لا ينقلهم إليها؛ فإنه قد أغير عليهم منذ سنين قريبة من ساحل الشام كلها إذا وقعت الفتنة، فليس لأهل خراسان عندهم قدر، يقوله في الانتقال إليها بالعيال.

قيل: فالأحاديث: "إن الله تكفل لي بالشام" (١)؟ فقال: ما أكثرَ ما جاء فيه.

قلت: فلعلها في الثغور. قال: إلا أن تكون الأحاديث في الثغور.

وقال مرة: الأرض المقدسة أين هي؟ ولا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق هم أهل الشام.

قال: قعوده عليهم أفضل، والتزويج به فضل، نص على ذلك.

الثانية: في بعض ما روي في "الترغيب" في الرباط:

روى الإمام أحمد، ومسلم، والنسائي من حديث سلمان الفارسي - رضي الله عنه -، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رباطُ يوم وليلةٍ خيرٌ


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٣٣)، وابن حبان في "صحيحه" (٧٣٠٦)، وغيرهما من حديث عبد الله بن حوالة - رضي الله عنه -. وفي الباب عن غير واحد من الصحابة -رضي الله عنهم-.

<<  <  ج: ص:  >  >>