للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صابه (من أجر)؛ أي: ثواب (أو غنيمة) من مال ونحوه.

قال الكرماني: يعني: لا يخلو من الشهادة أو السلامة، فعلى الأول يدخلُ الجنة في الحال، وعلى الثاني: لا ينفك من أجر أو غنيمة، مع جواز الاجتماع بينهما، فهي قضية مانعة الخلو، لا مانعة الجمع (١).

قال العيني في "شرح البخاري": لفظ الضمان والتكفل والتوكُّل والانتداب الذي وقع في الأحاديث كلها بمعنى تحقيق الوعد على وجه الفضل منه، وعبر -عليه السلام- عن الله -سبحانه وتعالى- بتفضيله بالثواب بلفظ الضمان ونحوه بما جرت به العادة بين الناس بما تطمئن به النفوس، وتركن إليه القلوب (٢).

ومن هذا حديث: "من مات في سبيل الله، فهو ضامنٌ على الله أن يُدخلَه الجنةَ"؛ أي: ذو ضمان؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء: ١٠٠].

هكذا أخرجه الهروي، والزمخشري من كلام علي -رضوان الله عليه- كما في "النهاية" (٣).

(ولمسلم) في "صحيحه".

قلت: بل هو في البخاري أيضًا (مثلُ المجاهدِ في سبيل الله -واللهُ أعلمُ بمن يجاهد في سبيله) هذه جملة معترضة، يعني: الله أعلمُ بعقد نيته، إن كانت خالصة لإعلاء كلمة الله تعالى، فذلك هو المجاهد في سبيل الله، وإن كان في نيته حبُّ المال والدنيا، وحب الذكر والثناء، وأن يقال: فلان


(١) انظر: "عمدة القاري" للعيني (١٤/ ٨٤).
(٢) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٣/ ١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>