للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الجمهور: سنة خمس.

قال الإمام ابن القيم في "الهدي": إنه الأصح (١).

قال الذهبي: وهو المقطوع به.

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح": وهو المعتمد (٢).

وقال مالك: إنها كانت سنة أربع، وصححه النووي في "الروضة" (٣)، وهو عجيب.

واحتجوا بظاهر حديث ابن عمر هذا؛ ولا حجة فيه؛ لاحتمال أن يكون ابن عمر في أُحُد كان هو أول ما طعن في الرابعة عشرة، وكان في الأحزاب قد استكمل الخمس عشرة، وبهذا أجاب البيهقي، وقد بيّن البيهقي سبب هذا الاختلاف: وهو أن جماعة من السلف كانوا يعدون التاريخ من المحرم الذي وقع بعد الهجرة، ويلغون الأشهر التي قبل ذلك إلى ربيع الأول (٤)، وعلى ذلك جرى الحافظ يعقوب بن سفيان في "تاريخه"، فذكر أن غزوة بدر الكبرى كانت في السنة الأولى، وأن غزوة أحد كانت في الثانية، والخندق كانت في الرابعة (٥)، وهذا عمل صحيح على ذلك البناء، لكنه بناء واهٍ، مخالف لما عليه الجمهور من جَعْلِ التاريخ من المحرم سنة الهجرة، وعلى هذا تكون بدر في الثانية، وأحد في الخامسة، وهو المعتمد (٦).


(١) انظر: "زاد المعاد" لابن القيم (٣/ ٢٦٩).
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٧/ ٣٩٣).
(٣) انظر: "روضة الطالبين" للنووي (١٠/ ٢٠٧).
(٤) انظر: "السنن الكبرى" للبيهقي (٦/ ٥٦).
(٥) انظر: "المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان (٣/ ٢٨٥).
(٦) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٧/ ٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>