للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(مسيرة شهر) مفهومه: أنه لم يوجد لغيره النصرُ بالرعب في هذه المدة، ولا في أكثر منها، أما دونها، فلا.

لكن لفظ رواية عمرو بن شعيب: "ونُصرت على العدو بالرعب، ولو كان بيني وبينهم مسيرةُ شهر" (١) فالظاهر -كما قال الحافظ ابن حجر-: اختصاصُه به مطلقًا، وإنما جعل الغاية شهرًا؛ لأنه لم يكن بين يديه وبين أعدائه أكثرُ منه. وهذه الخصوصية حاصلة في الإطلاق حتى لو كان وحده بلا عسكر، وهل هي حاصلة لأمته من بعده؟ فيه احتمال (٢).

والرعب: هو الوَجَلُ والخوف لتوقُّع نزول محذورٍ (٣).

قال في "القاموس": الرُّعْب -بالضم وبضمتين-: الفَزَعُ؛ رَعَبَهُ؛ كمنعَه: خَوَّفَه، فهو مرعوب، وَرَعِيبٌ، كرَعَّبهُ تَرْعِيبًا وَتَرْعابًا، فَرَعَبَ؛ كمنَع رُعْبًا -بالضم-، وارْتَعَبَ، انتهى (٤).

الثانية: قوله - صلى الله عليه وسلم -: (وجُعلت) بالبناء للمفعول (لي) دون غيري (الأرضُ) -بالرفع- نائب الفاعل؛ أي: جعلَ الله لي الأرضَ (مسجدًا)؛ أي: موضع سجود، لا يختص السجود منها بموضع دون غيره، ويمكن أن يكون مجازًا عن المكان المبني للصلاة، وهو من مجاز التشبيه؛ لأنه لما جازت الصلاة في جميعها، كانت كالمسجد في ذلك (٥).


(١) تقدم تخريجه قريبًا.
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (١/ ٤٣٧).
(٣) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (١/ ١١٥).
(٤) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ١١٥)، (مادة: رعب).
(٥) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (١/ ١١٥)، وعنه أخذ الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (١/ ٤٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>