للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إليَّ، وهو)؛ أي: والحال أنَّه (معتكف، فأغسلُه وأنا حائض) الواو: للحال.

وفي رواية لهما عنها - رضي الله عنها -: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اعتكف، يُدْني إليَّ رأسه، فأرجِّله (١).

وفي لفظ لهما من حديثها: وإنْ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ليُدخلُ عليَّ رأسه وهو في المسجد، فأُرَجِّله (٢).

وفي بعض ألفاظه، عن عروة: أخبرتني عائشة - رضي الله عنها -: أنها كانت ترجِّل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وهي حائضٌ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حينئذٍ مجاوِرٌ في المسجد، يُدني لها رأسَه وهي في حُجرتها فترجِّلُه وهي حائض (٣).

ففي هذه الأحاديث:

جواز استخدام الرجل لامرأته فيما يخفُّ من الشغل، واقتضته العادةُ.

وأن المعتكف إذا أخرجَ رأسه من المسجد، لم يفسدِ اعتكافُه، ويقاس عليه غيرُه من الأعضاء إذا لم يخرج جميع بدنه من المسجد (٤).

قال في "شرح البخاري": كانت حجرة عائشة - رضي الله عنها -


(١) رواه البخاري (١٩٢٤)، كتاب: الاعتكاف، باب: الحائض تُرَجِّل المعتكف، وعنده: "يُصغي" بدل "يدني"، ومسلم (٢٩٧)، (١/ ٢٤٤)، كتاب: الحيض، باب: الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد.
(٢) رواه البخاري (١٩٢٥)، كتاب: الاعتكاف، باب: لا يدخل البيت إلا لحاجة، ومسلم (٢٩٧)، (١/ ٢٤٤)، كتاب: الحيض، باب: الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد.
(٣) رواه البخاري (٢٩٢)، كتاب: الحيض، باب: غسل رأس زوجها وترجيله.
(٤) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (١/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>