للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولابن أبي شيبه، حديث أبي الدرداء مرفوعًا: "ولو حبوًا على المرافِقِ والرُّكبِ" (١).

(ولقد هممت): اللام جواب القسم، والهمُّ: العزم، وقيل: دونه.

وزاد مسلم: "والذي نفسي بيده" (٢). وإنه - صلى الله عليه وسلم - كان كثيراً ما يقسم به، والمعنى: أنَّ أَمْرَ نفوس العباد بيد الله؛ أي: بتقديره، (أن آمرَ بالصلاة فتُقام): اختلف في تعيين الصلاة، هل هي العشاء، أو الفجر، أو الجمعة؟

قال في "الفتح": رأيت التعيين ورد في حديث أبي هريرة، وابن أم مكتوم، وابن مسعود.

وحديث أبي هريرة هذا من رواية الأعرج عنه يومىء أنها العشاء والفجر، وعيَّنها الشراح في رواية له من هذا الوجه؛ حيث قال في صدر الحديث: أخر العشاء ليلة، فخرج فوجد الناس قليلًا، فغضب، فذكر الحديث (٣).


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٣٥٥)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٢٨٧٩)، بلفظ: "ولو حبوًا على مرافقكم وركبكم". والشارح يحكي كلام الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٢/ ١٤١). ثم إن الحديث موقوف على أبي الدرداء - رضي الله عنه -، كما أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي، وليس مرفوعًا، كما زعم الحافظ، والله أعلم.
(٢) هي من زيادة البخاري، وليس من مسلم، وقد تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٦١٨). ولعلَّ الشارح -رحمه الله- قد وقع في قلب كلام الحافظ ابن حجر حين نقلِه كلامَه من "الفتح" (٢/ ١٢٩)، قال الحافظ في شرح حديث البخاري: "والذي نفسي بيده": هو قسم، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيراً ما يقسم به، والمعنى: أن أمر نفوس العباد بيد الله؛ أي: بتقديره. ثم قال: قوله: "لقد هممت": اللام جواب القسم، والهم: العزم، وقيل، دونه، وزاد مسلم في أوله: أنه - صلى الله عليه وسلم - فقد ناسًا في بعض الصلوات، فقال: "لقد هممت".
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٤١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>