للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفسر السبُّ المذكور عند الطبراني باللَّعن ثلاث مرات (١). وعند الإمام أحمد: فانتهره وقال: أف لك (٢). وعنده أيضاً: فعلَ بكَ وفعلَ (٣).

ويحتمل أن كل واحد من بلال وواقد وقعَ منه ذلك، إما في مجلس، أو مجلسين، وأجاب ابنُ عمر كلَّ واحد منهما بجواب يليق به.

ويحتمل أن يكون بلالٌ البادىء، فلذلك أجابه بالسبِّ المفسَّرِ باللعن، وأن يكون واقدٌ تلاه، فأجابه بالسبِّ المفسَّر بالتأفيف مع الدفع في صدره.

وأما رواية: فقال سالم، فمرجوحة؛ لوقوع الشك فيها (٤).

قال سالم بن عبد الله: (ما سمعته)، يعني: أباه عبدَ الله (سبَّه)، يعني: أخاه بلالًا (مثلَه) أي: مثلَ ذلك السبِّ (قَطُّ).

ويحتمل أن المعنى: ما سمعتُه سبه، أي: ذلك السبَّ، مثلُه؛ أي: عبدُ الله، فيكون مثلُه: فاعلَ سبَّه.

(وقال) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - لابنه بلال: (أُخبرُك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أي: أنه قال: "فلا يمنعها".

(وتقول): أنتَ: (والله! لنمنعهنَّ) فتصادِمُ حديثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!.

وهذا الذي حمل ابنَ عمر على سبِّه ولدَه؛ لأنه صرَّحَ بمخالفة الحديث، ولو قال مثلًا: إن الزمانَ قد تغير، وإنَّ بعضهن ربَّما أظهرتْ قصدَ المسجد،


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٣٢٥١)، وفي "المعجم الأوسط" (١٢٠)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٢٤/ ٢٨٠).
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ١٢٧).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ١٤٣).
(٤) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>