للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -، قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين قبل الظهر).

هذا الحديث يتعلق بالسنن الرواتب قبل الفرائض وبعدها، وقدم ذكر راتبة صلاة الظهر على غيرها؛ لأنها أول صلاة صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهي الأولى.

وفي تقديم السنن على الفرائض معنًى لطيفٌ؛ لأن الإنسان يشتغل بأمور الدنيا وأسبابها، فتتكيف النفسُ من ذلك بحالة بعيدة عن حضور القلب في العبادة والخشوع فيها الذي هو روحها، فإذا قدمت السنن، تأنست النفس بالعبادة، [وتكيفت] بحالة تقرب الخشوع، فيدخل في الفرائض على حالة حسنة لم تكن تحصل له لو لم تقدم السُّنَّة؛ فإن النفس مجبولة على التكيف بما هي فيه، ولاسيما إذا كثر أو طال، وورودُ الحالةِ المنافيةِ لما قبلَها قد


= كتاب: الأذان، باب: الأذان بعد الفجر، واللفظ له. ورواه مسلم (٧٢٣)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما، والنسائي (١٧٦٦ - ١٧٧٧)، كتاب: قيام الليل وتطوع النهار، باب: وقت ركعتي الفجر، والترمذي (٤٣٣)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء أنه يصليهما في البيت، وابن ماجه (١١٤٥)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في الركعتين قبل الفجر.
* مصَادر شرح الحَدِيث:
"عارضة الأحوذي" لابن العربي (٢/ ٢١٨)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (٣/ ٧٠)، و"المفهم" للقرطبي (٢/ ٣٦١، ٣٦٥)، و"شرح مسلم" للنووي (٦/ ٦)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (١/ ١٧٠)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (١/ ٣٥٧)، و"فتح الباري" لابن رجب (٣/ ٥٠٢)، و"طرح التثريب" للعراقي (٣/ ٢٩)، و"فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٤٢٦)، (٣/ ٥٠)، و"عمدة القاري" للعيني (٧/ ٢٢٦)، و"سبل السلام" للصنعاني (٢/ ٣)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٣/ ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>