للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُرْني بالتأذين بمكة، قال: "قد أمرتُك"، وذهب كلُّ شيء كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كراهية، وعاد ذلك كلُّه محبةً لرسول - صلى الله عليه وسلم - الله - صلى الله عليه وسلم -. وفيه: أنه علمه الإقامة مثنى مثنى، ورواه الترمذي، وصححه (١).

وأجاب عن هذا علماؤنا: أنه لما لقن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الأذانَ أبا محذورة، وكان من المؤلَّفة كافرًا، أعاد عليه الشهادةَ وكررها؛ لتثبتَ عندَه، ويخصصها ويكررها على أصحابه المشركين، فإنهم كانوا ينفرون منها، خلافَ نفورهم من غيرها، فلما كررها عليه، ظنَّها من الأذان، فعدَّ الأذان تسعَ عشرةَ كلمة، وإذا كان كذلك، لم يكن تكرارُها سنة.

وأيضًا: أذان أبي محذورة: عليه أهلُ مكة، وما ذهب إليه إمامنا: عليه أهل المدينة، ويعمل على المتأخر من الأمور.

وبعضهم زعم: أن في أذان بلال ترجيعًا، وهذا محال، لأنه لا يختلف أهل الحديث في أن بلالًا كان لا يُرَجِّعُ. وفي سنده عبدُ الله بنُ محمد بنِ عمار بنِ سعدٍ القرظي، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، والله أعلم (٢).

* * *


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٤٠٩)، والترمذي (١٩٢)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في الترجيع في الأذان.
(٢) انظر: "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (١/ ٢٧١ - ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>