للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الراحلة، أصلها: الناقة المنجبة الكاملة الخَلق، المدرَّبَةُ على الركوب والسير، ولا يكون ذلك إلا بعد الرياضة والتدريب، مع حسن خَلْقها وخُلُقها؛ لتأتِّي ذلك منها، ومثالها في الإبل قليل، وكذلك النجيب من الناس، فهم وإن تساووا في الخلق والنسب، فقد تباينوا في النجابة والعقل والدين والخلق.

ثم إن الراحلة اسم يقع على الذكر والأنثى، وقصره القعنبي (١) على الأنثى، وأنكره الأزهري.

والهاء: زائدة إذا كان المذكر للمبالغة؛ سميت بذلك لأنهما تُرْحَل؛ كـ {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [الحاقة: ٢١] و {مَاءٍ دَافِقٍ} [الطارق: ٦] أي: مَرْضِيَّة، ومدفوق، فتكون بمعنى مرحولة، بأن يوضُع عليها الرحالة، وهي مركب من مراكب الرجال، وجمعه: رحال، ومنه: رحلت البعير -مخفف-: إذا شددت عليه الرحل (٢).

(حيث كان وجهه). وفي حديث: يصلي على راحلته حيثما توجهت به (٣).

قال ابن التين: مفهومه: أنه يجلس علي هـ[ـا] على هيئته التي يركبها علي هـ[ـا] ويستقبل بوجهه ما استقبلته الراحلة، فتقديره: يصلي على راحلته إلى حيث توجهت به (٤).


(١) كذا في الأصل: "القعنبي"، وفي "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٢٨٥) وعنه نقل الشارح نصه هذا: "وخصَّها ابن قتيبة بالنوق".
(٢) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٢٨٥)، عن "تهذيب اللغة" للأزهري (٥/ ٥)، (أبواب الحاء والراء).
(٣) هو لفظ البخاري المتقدم تخريجه برقم (٩٥٥) عنده، ومسلم برقم (٧٠٠)، (١/ ٤٨٦).
(٤) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٥٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>