للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عنه ابن عمر: إنه كان يضع يديه قبل ركبتيه (١).

واختلف على أبي هريرة - رضي الله عنه -، ففي "السنن"، عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سجد أحدُكم-، فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضعْ يديه قبلَ ركبتيه" (٢).

وروى عنه المقبري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سجد أحدكم، فليبدأ بركبتيه قبل يديه" (٣).

فأبو هريرة قد تعارضت الرواية عنه.

وحديث وائل، وابن عمر قد تعارضا، فرجحت طائفة حديث وائل بن حجر، وسلكت طائفة مسلك النسخ، وقالت: كان الأمر الأول وضع اليدين قبل الركبتين، ثم نسخ بوضع الركبتين أولاً، وهذه طريقة ابن خزيمة (٤)، وروى في ذلك حديثاً عن سعد، قال: كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فأمرنا بالركبتين قبل اليدين (٥)، وهذا لو ثبت، لكان فيه الشفاء.


(١) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (٦٢٧)، والحاكم في "المستدرك" (٨٢١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ١٠٠).
(٢) رواه أبو داود (٨٤٠)، كتاب: الصلاة، باب: كيف يضع ركبتيه قبل يديه، والنسائي (١٠٩١)، كتاب: التطبيق، باب: أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده، والترمذي (٢٦٩)، كتاب: الصلاة، باب: (٢٠٠)، وقال: غريب.
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٧٠٢)، وأبو يعلى في "مسنده" (٦٥٤٠)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ٢٥٥)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ١٠٠).
(٤) قال ابن خزيمة في "صحيحه" (١/ ٣١٩)، باب: ذكر الدليل على أن الأمر بوضع اليدين قبل الركبتين عند السجود منسوخ، وأن وضع الركبتين قبل اليدين ناسخ.
(٥) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (٦٢٨)، ومن طريقه: البيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>