للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يحك الترمذي عن مالك غيره (١). ونقل الخطابي (٢)، وتبعه القرطبي في "المفهم" (٣): أنه آخر قولي مالكٍ، وأصحهما.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى المصرية": رفع اليدين عند الركوع والاعتدال عنه، لم يعرفه أكثر فقهاء الكوفة؛ كإبراهيم النخعي، وأبي حنيفة، والثوري، وغيرهم.

وأما أكثر فقهاء أهل الأمصار، وعلماء الآثار، فإنهم عرفوا ذلك، بما استفاضت به السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ كالأوزاعي، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبي عبيد، وهو إحدى الروايتين عن مالك.

فإنه قد ثبت في "الصحيحين"، من حديث ابن عمر، وغيره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، ولا يفعل ذلك بين السجدتين (٤).

وثبت هذا في الصحيح من حديث مالك بن الحويرث (٥)، ووائل بن حجر (٦)، وأبي حميد الساعدي، في عشرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أحدهم أبو قتادة (٧). قال: وهو معروف من حديث علي بن أبي طالب (٨)،


(١) انظر: "سنن الترمذي" (٢/ ٣٧).
(٢) انظر: "معالم السنن" للخطابي (١/ ١٩٣).
(٣) انظر: "المفهم" للقرطبي (٢/ ٢٠).
(٤) كما تقدم تخريجه في حديث الباب.
(٥) تقدم تخريجه.
(٦) تقدم تخريجه.
(٧) تقدم تخريجه.
(٨) رواه أبو داود (٧٤٤)، كتاب: الصلاة، باب: (١١٩)، والترمذي (٣٤٢٣)، كتاب: الدعوات، باب: (٣٢)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (٨٦٤)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>