والله عزّ وجل حين يقول في آيات كثيرة:{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} أو نحوها كقوله: {آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} فجاءت هذه الآيات التي تربط صراحة بين الإيمان والعمل في أكثر من مائة آية، قد علم سبحانه أنه سيأتي أناس من هذه الأمة، يخرجون الأعمال من الإيمان، ويعتقدون باستنباطات فاسدة، أو تأويلات باطلة لتلك النصوص المتظافرة أن الإنسان يكون مؤمنًا كامل الإيمان، ناجيًا عند الله عز وجلّ، ولو لم يحمل عملًا صالحًا قط! ! ! .
يقول شيخ الإسلام رحمه الله بعد أن نبه على أن الأعمال الصالحة المعطوفة على الإيمان دخلت في الإيمان:"فإذا عطفت عليه ذكرت، لئلا يظن الظان أن مجرد إيمانه بدون الأعمال الصالحة اللازمة للإيمان يوجب الوعد، فكان ذكرها تخصيصًا وتنصيصًا، ليعلم أن الثواب الموعود به في الآخرة -وهو الجنة بلا عذاب- لا يكون إلا لمن آمن وعمل صالحًا، لا يكون لمن ادعى الإيمان ولم يعمل. . "(١).
نصوص للمصنف تبين أهمية الأعمال، وأن جنسها من لوازم الإيمان:
قد سبق ذكر عدة نصوص للمصنف رحمه الله تعالى في ذلك الباب، وهناك بعض النصوص التي تحتوي على مناقشات واستدلالات على أهمية جنس العمل وأنه لازم لصحة الإيمان، والتي توضح بما لا يدع مجالًا للشك، أن العمل ركن الإيمان الثاني الذي إذا عدم انهدم بناء الإيمان، وزالت معالمه، وبطلت حقيقته، ويظهر جليًا ما عناه السلف وما تواتر من قولهم، يوم أن قالوا: الإيمان قول وعمل.
وسوف تكون هناك وقفات يسيرة مع هذه النصوص الهامة التي فتح الله بها على المصنف. يقول المصنف رحمه الله: "ثم الحب التام مع القدرة، يستلزم حركة البدن بالقول الظاهر، والعمل الظاهر ضرورة. . .
فمن صَدق به وبرسوله، ولم يكن محبًا له ولرسوله، لم يكن مؤمنًا حتى يكون فيه مع ذلك الحب له ولرسوله.