للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام، ودوروا [للإسلام] (١) دارة، ودوروا [للإيمان] (٢) دارة أصغر منها في جوفها، وقالوا: إذا زنا خرج من الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرجه من الإسلام إلى الكفر، ودليل ذلك أن الله تعالى قال: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (١٥) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٦) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٧)} [الحجرات: ١٤ - ١٧] فقد قال تعالى: {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}.

وهذا [الحرف] (٣) [أي لمّا] (٤) ينفى به ما قرب وجوده وانتظر وجوده (٥) ولم يوجد بعد، فنقول (٦) لمن ينتظر غائباً، وتقول (٧) قد جاء، لما يجيء بعد، فلما قالوا: آمنا قيل: لم تؤمنوا بعد، بل الإيمان مرجو منتظر منهم، ثم قال تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ}: أي لا ينقصكم من


(١) في نسخة الأصل: الإسلام.
(٢) في نسخة الأصل: الإيمان.
(٣) في نسخة الأصل: الخوف بدل الحرف والصواب ما أثبتاه.
(٤) ليست في نسخة الأصل و (م) وهي من (ط).
ومعنى (لما) في اللغة كما قال ابن هشام في معرض كلام عن الفرق بين (لم) و (لما) الجازمتين: "أن منفي لما متوقع ثبوته بخلاف منفي لم، ألا ترى أن معنى (بل لما يذوقوا عذاب) أنهم لم يذوقوه إلى الآن، وأن ذوقهم له متوقع. . " مغني اللبيب عن كتاب الأعاريب لابن هشام.
وقال أبو هلال العسكري في كتابه "الفروق في اللغة" (٣٠٦) في معنى لما يأتي زيد: "معناه أنه لم يأت وإنما يتوقعه".
وقال السيوطي عند كلامه على (لما): "حرف وجود لوجود" همع الهوامع في شرح جمع الجوامع (٣/ ٢١٩)، وانظر "الكواكب الدرية على متممة الأجرومية" (٢/ ٤٨٨) لمحمد بن أحمد بن عبد الباري الأهدل.
(٥) ليست فى (م).
(٦) فى (ط): "فيقول".
(٧) في (م، و (ط): "يقول".

<<  <   >  >>