للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإعراض والعلم والتصديق والحب والتعظيم وغير ذلك [فما] (١) في القلب، هي صفات وأعراض وأحوال تدوم وتحصل بدوام أسبابها وحصول أسبابها، والعلم وإن كان في القلب [فالغفلة] (٢) تنافي تحقيقه (٣)، والعالم بالشيء في حال غفلته عنه حاله فيه (٤) دون حال (٥) العالم بالشيء في ذكره له.

قال عمير بن حبيب الخطمي من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الإيمان يزيد وينقص قالوا وما زيادته ونقصه؟ قال: إذا حمدنا الله وذكرناه وسبحناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه) (٦).

(الوجه السابع): أن يقال ليس فيما يقوم بالإنسان من جميع الأمور أعظم تفاضلًا وتفاوتًا من الإيمان، فكلما [تقرر إثباته] (٧) من الصفات والأفعال مع تفاضله فالإيمان أعظم تفاضلًا من ذلك.

مثال ذلك: أن الإنسان يعلم من نفسه تفاضل الحب الذي يقوم بقلبه، سواء كان حبًا لولده أو لامرأته أو لرياسته أو وطنه أو صديقه أو صورة من الصور أو خيله أو بستانه أو ذهبه أو فضته وغير ذلك من أمواله.

فكما أن الحب أوله علاقة (٨) لتعلق القلب بالمحبوب.

ثم صبابة (٩) لانصباب القلب نحوه.


(١) في نسخة الأصل: "مما" وأثبتنا ما في (م) و (ط).
(٢) في نسخة الأصل، و (م): "والغفلة"، وأثبتنا ما في (ط) لأنه أقرب.
(٣) في (ط): تحققه.
(٤) كلمة (حاله فيه) ليست في (م) و (ط).
(٥) كلمة (حال) ليست فى (ط).
(٦) تقدم تخريج هذا الأثر ص ٣٦٦.
(٧) في نسخة الأصل و (م): يقدر بإيمانه، وأثبتنا ما في (ط) لأنه الصواب.
(٨) قال في "القاموس المحيط" (١١٧٦): العلاقة يفتح ويكسر: الحب اللازم للقلب، وقال فى "الصحاح" (٤/ ١٥٣١): بالفتح علاقة الحب.
(٩) قال في "القاموس المحيط (١٣٣) ": صبابة الشوق أو رقة الهوى، وقال في "الصحاح": الصبابة رقة الشوق وحرارته، يقال: رجل صب عاشق مشتاق، (١/ ١٦١).

<<  <   >  >>