للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأقبل على فشقد لسانه، قال: قلت: دع هذا، فواللَّه لتخبرني بهذِه الثلاث أو لأخبرن بما صنعت. قال: فاكتم علي، قال: فجعلتُ له عليَّ أن لا أخبر بها أحدًا حتى يموت، قال: سألتُ اللَّه أن يُذهب حبَّ النساء من قلبي فواللَّه ما أبالي امرأة رأيتُ أو حائطًا، وسألتُ أن لا أخاف شيئًا غيره، وسألتُه أن يذهب عني النوم حتى أعبده في الليل والنهار كما أشاء فمنعنيها.

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثني حبيب بن أبي العنبري، حدثني سلمة بن آدم ابن أخي عامر: صنعت ابنة أخي عامر له قرصًا بلبن، قالت: فأتيته به ليفطر عليه. قالت: فإذا سائل يقول: من يطعم الكبد الجائعة؟ قال: يا ابنة أخي، أليس هذا لي وأصنع به ما شئت؟ قالت: بلى. فأعطاه للسائل، قال: فتضررت الجارية. قال: قال: هاتي هاتي. قال: فجاءت بتمر وفلق (١) فأكل وشرب عليه من الماء. قال: ثم قال: يا ابنة أخي إنما هذا البطن وعاء وما حشوتيه من شيء احتشى، ويبقى لك ذخر ما قدمت.

"الزهد" ص ٢٧١

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثني عبد الملك ابن معن النهشلي، حدثني نصر بن حسان العنبري جد معاذ بن حصين بن الحسن جد عبد اللَّه بن الحسن قال: قدمتُ الشام فسألتُ عن عامر، فقيل لي: إنه يأوي إلى عجوز ههنا، قال: فسألتُها عنه. قال: فقالت: هو في سفح ذلك الجبل ليله ونهاره، فإن كان لك به حاجة فتحره عند فطره. قال: فأتيتُه فسلمتُ عليه، فردَّ علي، وسألني مسائل رجل عهده


(١) ما يبقى من اللبن في أسفل القدح.

<<  <  ج: ص:  >  >>