رغيفيه فيأكل، ثم يضطجع هجعة خفيفة، ثم يقوم، فإذا كان السحر تناول رغيفه الآخر فيأكله، ثم يشرب عليه شربة من ماء، ثم يخرج إلى المسجد، قال خلف: وحدثني بعض أصحابنا قال: كان منصور بن زاذان يفعل هذا كله، ويفضل بخاصة لا يبيت كل ليلة حتى تبل عمامته بدموعه ثم يضعها.
"الزهد" ص ٢٧٤
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا روح، حدثنا هشام، عن الحسن أن عامر بن عبد قيس قال: إني وجدت عيش الناس في أربع: في النساء والطعام واللباس والنوم، فأما اللباس فواللَّه ما أبالي ما واريت به عورتي، وأما النساء فواللَّه ما أبالي امرأة رأيت أو جدارًا، وأما النوم والطعام فقد غلباني إلا أن أصيب منهما، فواللَّه لأضرن بها جهدي، قال الحسن: فأضر واللَّه بهما جهده حتى مات رحمه اللَّه.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، عن عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن محمد بن واسع، عن أبي العلاء بن عبد اللَّه بن الشخير، أخبرني ابن أخي عامر بن عبد قيس أن عامرًا كان يأخذ عطاءه، فيجعله في طرف ردائه فلا يلقاه أحد من المساكين يسأله إلا أعطاه، فإذا دخل على أهله رمى بهم إليهم، فيعدونها فيجدونها سواء كما أعطيها.
"الزهد" ص ٢٧٤
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا معاذ، حدثنا ابن عون، عن محمد قال: كتب أبو موسى الأشعري إلى عامر بن عبد قيس العنبري: من عبد اللَّه إلى عامر بن عبد اللَّه الذي كان يدعى عبد قيس، أما بعد فإني عهدتك على أمر وبلغني أنك تغيرت، فإن كنت على ما عهدتك فاتق اللَّه ودم، وإن كنت تغيرت فاتق اللَّه وعد.