قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثني يحيى بن سعيد، عن أشعث، عن الحسن، بعث بعامر بن عبد قيس إلى الشام، فقال: الحمد للَّه الذي حشرني راكبًا.
وقال عبد اللَّه: قال أبي: فبلغني أن عامر بن عبد قيس كان إذا أصبح قال: اللهم إن هؤلاء يغدون ويروحون، ولكلٍ حاجة، وإن حاجة عامر أن تغفر له.
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، حدثنا قتادة قال: إن الملائكة تفرح بالشتاء للمؤمن، يقصر النهار فيصومه، ويطول الليل فيقومه، وبلغنا أن عامرًا لما حُضر جعل يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا عامر؟ قال: ما أبكي جزعًا من الموت، ولا حرصًا على الدنيا، ولكني أبكي على ظمأ الهواجر وقيام الشتاء.
"الزهد" ص ٢٧٥ - ٢٧٦
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبيد اللَّه بن محمد التيمي قال: سمعت عقبة بن فضالة، يحدث عن شيخ -أحسبه قال: سكين الهجري- قال: كان عامر بن عبد اللَّه إذا مر بالفواكه قال: مقطوعة ممنوعة.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبيد اللَّه بن محمد، حدثني شيخ يكنى: أبا زكريا مولى للقرشيين، عن بعض مشايخه قال: كانت ابنة عم لعامر يقال لها: عبدة ترى ما يصنع بنفسه، فتعالج له الثريد، فتأتيه به فيخرج إلى أيتام الحي فيدعوهم، فتقول: إنما عملتها لك بيدي لتأكلها، فيقول: أليس إنما أردت أن تنفعيني؟ قال: وكان يقول لها: يا عُبَيِّدة تعزي بالقرآن عن الدنيا؛ فإنَّه من لم يتعز بالقرآن عن الدنيا تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.