وهكذا أخذ المهاجرون يتركون مكة زرافات وواحدانا، حتى كادت مكة تخلو من المسلمين، وشعرت قريش بأنّ الإسلام أضحت له دار يأرز إليها، وحصن يحتمي به، وتوجّست خيفة من عواقب هذه المرحلة الخطيرة في دعوة محمد صلى الله عليه وسلم، وهاجت في دمائها غرائز السّبع المفترس، حين يخاف على حياته.
إن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يزال في مكة، وهو- لا بدّ- مدرك أصحابه اليوم أو غدا، فلتعجل به قبل أن يستدير إليها ...
- ٣/ ٣٩٨، من حديث أيوب عن عكرمة مرسلا، نحوه، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم» ، وهو كما قال، وله شاهد من حديث صهيب نفسه، رواه الطبراني كما في المجمع: ٦/ ٦٠؛ والبيهقي كما في البداية: ٣/ ١٧٣- ١٧٤.