وعبد الوارث مولى أنس بن مالك ﵁ ضعيف ذكره ابن حبان في ثقاته وقال أبو حاتم شيخ وقال أبو زرعة منكر الحديث وذكره البخاري في التاريخ ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وترجم له الذهبي في الميزان فقال: عبد الوارث عن أنس بن مالك ﵁ ضعفه الدارقطني، وهو أنصاري قل ما روى … وقال الترمذي عن البخاري: عبد الوارث منكر الحديث. وقال ابن معين: مجهول. هل أحاديث أبي هريرة والأسود بن سريع وأنس ﵃ يقوي بعضها بعضا فتصح بمجموعها؟ هذا محل اجتهاد وقد تقدم تصحح الأئمة لبعضها. وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (٢/ ٦٥٤) هذه الأحاديث يشد بعضها بعضًا فإنَّها قد تعددت طرقها واختلفت مخارجها فيبعد كل البعد أن تكون باطلة على رسول الله ﷺ لم يتكلم بها وقد رواها أئمة الإسلام ودونوها ولم يطعنوا فيها. والذي يظهر لي ضعف المرفوع فحديث أبي هريرة وحديث الأسود بن سريع ﵄ حديث واحد اضطرب فيه معاذ بن هشام والطريق الأخرى لحديث أبي هريرة ﵁ لا تصلح للاعتبار وكذلك حديث أنس ﵁ والله أعلم. أما الموقوف على أبي هريرة ﵁ في امتحان «المعتوه والأصمّ والأبكم، والشيوخ الذين جاء الإسلام وقد خرفوا» فهو صحيح وله حكم الرفع لأنَّه مما ليس للرأي فيه مجال. والله أعلم (١) انظر: (ص: ١١٠). (٢) ذكره أبو داود (٤٤٠٣) معلقًا وإسناده ضعيف. القاسم بن يزيد مجهول ولم يدرك عليًا ﵁ والحديث رواه ابن ماجه (٢٠٤٢) حدثنا محمد ابن بشار حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج أنبأنا القاسم بن يزيد عن علي بن أبي طالب ﵁ أنَّ رسول الله ﷺ قال «يُرْفَعُ الْقَلَمُ عَنْ الصَّغِيرِ وَعَنْ الْمَجْنُونِ وَعَنْ النَّائِمِ» وليس فيه هذه الزيادة وإسناده ضعيف.