للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الاستدلال: الغضبان مكلف بالسكوت فيكون حينئذ مؤاخذًا بكلامه (١).

الرد: الحديث ضعيف.

الدليل السابع: عن مجاهد قال جاء رجل من قريش إلى ابن عباس فقال يا أبا عباس إنَّي طلقت امرأتي ثلاثًا وأنا غضبان فقال: «إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحِلَّ لَكَ مَا حُرِّمَ عَلَيْكَ عَصَيْتَ رَبَّكَ وَحُرِّمَتْ عَلَيْكَ امْرَأَتُكَ، إِنَّكَ لَمْ تَتَّقِ اللَّهَ فَيُجْعَلْ لَكَ مَخْرَجًا، ثُمَّ قَرَأَ ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ﴾ [الطلاق: ١]» (٢).

وجه الاستدلال: أفتى ابن عباس بوقوع طلاق الغضبان ولا يعلم له مخالف


= وروى ابن أبي شيبة في مسنده المطالب العالية (٣١١٠) ثنا ابن إدريس، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : فجعله عن مجاهد والمحفوظ الأول وتقدم عن عبد الله بن إدريس عن ليث عن طاوس عن ابن عباس .
٣: حديث عمران بن حصين : رواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (١٠٠٧) حدثنا محمد، قال: ثنا محمد بن غالب، قال: ثنا إسحاق بن عبد الواحد، قال: ثنا خالد بن عبد الله، عن داود بن أبي هند، عن بكر بن عبد الله، عن عمران بن حصين ، قال: قال النبي : «إِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ» إسناده ضعيف.
إسحاق بن عبد الواحد القرشي الموصلي ضعفه شديد ترجم له الذهبي في الميزان فقال: قال أبو علي الحافظ: متروك الحديث … قال الخطيب: … لا بأس به. قلت [القائل الذهبي]: بل هو واهٍ.
وشيخ أبي الشيخ هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن أسيد ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام وقال: وثقه ابن مردويه وبقية رواته ثقات.
فأقوى الأحاديث السابقة حديث أبي هريرة وفيه محمد بن زهير بن الفضل مختلط وكذلك الخلاف في بكير وحديث ابن عباس فيه ليث بن أبي سليم تركوه واضطرب في الحديث وحديث عمران فيه إسحاق بن عبد الواحد ضعفه شديد فهل الحديث بمجموعه يتقوى لاسيما أنَّ نصوص الشريعة تشهد لمعناه أو يحكم بضعفه هذا محل اجتهاد فصحح الحديث الألباني في الصحيحة (١٣٧٥) لشواهده ونقل تحسين السيوطي له. والذي يظهر لي أنَّ الحديث لا يصح فحديث أبي هريرة ضعيف وشاهداه لا يعتبر بهما والله أعلم.
(١) انظر: جامع العلوم والحكم ص: ٢١٥ حديث (١٦).
(٢) رواه ابن المنذر في الأوسط وغيره (٧٦٠٤) بإسناد صحيح. انظر: الطلاق السني والطلاق البدعي (٢٠٦).

<<  <   >  >>