هذا موضوع طويل، وهل هذا وقته؟ ومن ليس عليه استدراكات؟ لا شك أن فيه بعض الأمور وبعض العبارات الموهمة للتشبيه، وكذا بعض الأمور العقائدية الآدابية التي لا تليق مثال ذلك: قول البعض: وكان موسى عصبي المزاج، هل يقال عن نبي هذا الكلام؟ مثال آخر: في سورة يونس، ومساجد المسلمين الآن في بلاد المسلمين معابد للأصنام، والكلام هذا في الظلال وقد قرأته بنفسي.
فلا تقدس الرجال، وأنا أعرف أن البعض سيتضايق ويقول: كيف ينتقد الشيخ في ظلال القرآن لـ سيد قطب؟ والمتضايقون هم الحزبيون المرجفون الواهمون، فكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك إلا محمد صلى الله عليه وسلم، والعصمة ليست لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن نحمل الكلام على محمله الحسن، ونرشد ونقول: عندما تقرأ الفقرة الفلانية انتبه، ولن أقول: الشيخ حلولي اتحادي زنديق وغيره من الكلام الكبير الذي لا نتحمله، إنما ننبه حين القراءة من بعض الألفاظ التي خرجت من مؤلفه رحمه الله تعالى والتي قد تكون بدون قصد، ونحملها على وجه حسن، إلى غير ذلك.
لكن لا تقدس آراء الرجال، وهذا الكلام في كتب جاءت من السعودية في هذا الكلام، وبعض أساتذة الجامعة أعطوا التلاميذ استدراكات، فمثلاً: تفسير النسفي عليه استدراكات خطيرة جداً.
المهم: أن تقرأ في باب العقيدة منهج السلف الصالح، لا تقرأ أي شيء غيره، فتفسير ابن كثير غير المحقق فيه قصص واهية كثيرة جداً وإسرائيليات.
مثلاً: قصة أن رجلاً أعرابياً جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتوسل به أن يغفر له ذنوبه، ثم رحل وأخذ ينادي ويقول: يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي فداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم فسمعه رجل كان بجوار القبر فنام بجوار القبر، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال: الحق الأعرابي وبشره أن الله قد غفر له.
فذكر المؤلف هذه القصة دون أن يبين صحتها، والحكم عليها، فإن هذا الكلام يوهم التوسل بالأموات.
يا إخواني! نحن ضد تجريح العلماء، لكن مع وضع المنهج السليم في أقوال أهل العلم في موضعها.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
آمين آمين آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.