للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة غافر]

وقال ابن عباس وقتادة في المؤمن: هي مكيّة غير آيتين نزلتا بالمدينة إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ .. «١» والتي تليها.

[سورة الشورى]

وكذلك قالا «٢» في الشورى: آيات غير مكيّة.

قال ابن عباس: لمّا نزل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى «٣» قال رجل من الأنصار: والله ما أنزل الله هذا في القرآن قط «٤»، فأنزل الله عزّ وجلّ أَمْ


الجلالين، وقد نص البغوي في تفسيره ٦/ ٥٥ على مدنية قوله تعالى قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا .. وكذلك الخازن، إلّا أنه حكى قولا آخر أيضا، وهو استثناء هذه الآية والتي بعدها إلى قوله تعالى وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ وهو يوافق ما ذكره السخاوي، راجع البحر المحيط ٧/ ٤١٤، والجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٢٣٢، والبرهان للزركشي ١/ ٢٠٢، والإتقان ١/ ٢٥، ٤٣، وفتح القدير ٤/ ٤٤٧، والجواهر الحسان: ٤/ ٤٦، ٦٠.
(١) غافر (٥٦، ٥٧) .. فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ .. الآيتين.
عزا هذا القول إلى ابن عباس وقتادة القرطبي ١٥/ ٢٨٨، وكذلك الشوكاني ٤/ ٤٧٩ وهو موافق لما ذكره السخاوي.
يقول السيوطي: أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم بسند صحيح عن أبي العالية- رضي الله عنه- قال: إنّ اليهود أتوا النبي صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: إن الدجّال يكون منا في آخر الزمان، ويكون من أمره، فعظموه ... فأنزل الله، وذكر الآية.
انظر الدر المنثور ٧/ ٢٩٤، ونقله عنه الشوكاني ٤/ ٤٩٩، وراجع الإتقان ١/ ٤٤، وأسباب النزول للسيوطي: ٦٢٥.
(٢) أي ابن عباس وقتادة.
(٣) الشورى (٢٣).
(٤) لم أجد- حسب اطلاعي- من ذكر مقالة هذا الرجل الأنصاري من المفسّرين كالطبري ١٥/ ٢٢ - ٢٩، وابن كثير ٤/ ١١١، والسيوطي ٧/ ٣٤٦، والشوكاني ٤/ ٥٣٦ وغيرهم.
وإنما وجدت الإمام البغوي في تفسيره ٦/ ١٠٢ - وتابعه الخازن- قال: قال ابن عباس: لمّا نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وقع في قلوب قوم منها شيء، وقالوا: يريد أن يحثنا على أقاربه من بعده، فنزل جبريل، فأخبره أنهم اتهموه وأنزل هذه الآية، فقال القوم الذين اتهموه: يا رسول الله، نشهد إنّك صادق. فنزل وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ .. اه.
وقد أخرج هذا السيوطي في الدر ٧/ ٣٤٨ عن سعيد بن جبير- بنحو ما ذكره البغوي- وضعفه، وكذلك في أسباب النزول له عن ابن عباس ص ٦٤٢ على هامش الجلالين وذكر نحوه كذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>