للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة هود (عليه السلام)]

(فيها ثلاثة مواضع) «١»:

الأول: قوله عزّ وجلّ: إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ «٢»، قالوا: نسخت بآية السيف والكلام في ذلك كما تقدم «٣».

الثاني: قوله عزّ وجلّ: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها ... «٤» الآية، قالوا: نسخت بقوله عزّ وجلّ: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ «٥».

وذلك باطل، لأنه خبر، والخبر لا يدخله النسخ، ورووا ذلك عن: ابن عباس،


(١) سقطت من الأصل، وظق عبارة: (فيها ثلاثة مواضع).
(٢) هود: (١٢). فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ....
(٣) قلت: سبق ما يماثل هذه الآية في الموضع الثاني من سورة آل عمران ص: ٦٣٩ وقد قال ابن سلامة هنا: «نسخ معناها لا لفظها بآية السيف ص ١٩٤ وكذلك قال ابن البارزي ص ٣٦.
وممن قال بأنها منسوخة بآية السيف: الكرمي في قلائد المرجان ص ١٢٤. أما ابن الجوزي فقد أوردها ضمن الآيات المدعي فيها النسخ في هذه السورة، وفنّد القول بذلك قائلا: «قال بعض المفسرين: «معنى هذه الآية: اقتصر على انذارهم من غير قتال، ثم نسخ ذلك بآية السيف والتحقيق أنها محكمة، لأن المحققين قالوا: معناها: إنما عليك أن تنذرهم بالوحي، لا أن تأتيهم بمقترحاتهم من الآيات» اهـ نواسخ القرآن ص ٣٧٥.
(٤) هود (١٥). مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ.
(٥) الإسراء (١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>