(٢) وهذا هو الصحيح، فإن كل آية من الآيات المذكورة تحمل في طياتها معنى لا يتعارض مع آية القتال، فالآية في الموضع الخامس- مثلا- تفيد بأن الإيمان موضعه القلب، وهذا لا يمكن الإكراه عليه، وهي أيضا خبر، والأخبار لا تنسخ- كما سبق مرارا- وفي الموضع السادس فيه الترغيب في الإيمان والتحذير من ضده، وتشويق المؤمنين إلى الثبات على الهدى والإيمان وتحذيرهم من الضلال وعواقبه، وأن الضالين إنما يعود وبال ضلالهم عليهم، وهذا لا ينسخ بآية السيف، وكذلك الأمر في الموضع السابع، وهو الأمر بالصبر على أذى المشركين وجهل الجاهلين، بل وفي أثناء المعركة، فإنه صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنين مأمورون بالصبر والثبات حتى يفصل الله بينهم وبين عدوهم، وهذا- أيضا- لا ينسخ. قال ابن الجوزي: «ثم أن الأمر بالصبر هاهنا مذكور إلى غاية، وما بعد الغاية يخالف ما قبلها» ا. هـ نواسخ القرآن ص ٣٧٤.