وقد جاء في معالم التنزيل للبغوي ٣/ ٢١٠، على هامش لباب التأويل للخازن أن اسم أبي اليسر عمرو بن غزية الأنصاري. وكذلك في الكشاف للزمخشري ٢/ ٢٩٧، ولم يذكرا غيره. وهذا القول وهم كما يقول ابن حجر في الفتح ٨/ ٣٥٦. وأما قصة نبهان التمار التي ذكرها السخاوي عن مقاتل في نزول الآية فقد ذكر هذا القول أبو حيان في البحر ٥/ ٢٠٠، واقتصر عليه في ذكر سبب نزول الآية. ومما تقدم يتبين للقارئ أن هذا القول مرجوح، وأيضا فإن ابن كثير ذكر عن مقاتل أنه قال: هو أبو نفيل عامر بن قيس الانصاري، وهذا خلاف ما ذكر عنه السخاوي وأبو حيان. وإذا ما انتقلنا الى ابن حجر في كتابه الاصابة ١٠/ ١٤٠، فإننا نجده يدحض هذا القول ويردّه قائلا: ذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ الآية، آل عمران ١٣٥ هو نبهان التمار، أتته امرأة ... إلى أن قال: وهكذا أخرجه عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مطولا، ومقاتل متروك، والضحاك لم يسمع من ابن عباس وعبد الغني وموسى هالكان ... اه. وقد أورد ابن حجر في الفتح ٨/ ٣٥٦ نحو هذا ثم قال: وهذا- وإن ثبت- حمل على واقعة أخرى، لما في السياقين من المغايرة. اه والله أعلم. (١) أي مقاتل بن سليمان. (٢) إبراهيم (٢٨). (٣) ذكر هذا القول الطبري ١٣/ ٢٢٢ بإسناده إلى عطاء بن يسار، واستثنى بعض العلماء آيتين أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا .. والتي بعدها. انظر: البرهان ١/ ٢٠٠ دون عزو، والإتقان ١/ ٤٠، وعزاه إلى قتادة، والدر المنثور ٥/ ٣، وعزاه إلى ابن عباس نقلا عن النحاس في تاريخه. وعزا هذا القول أيضا إلى ابن عباس: الشوكاني ٣/ ٩٢. واستثنى القرطبي ٩/ ٣٣٨، وأبو حيان ٥/ ٤٠٣، ثلاث آيات أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً .. إلى آخرهن، وعزوا هذا القول إلى ابن عباس وقتادة. ولعل هذا هو الصحيح، لأن الآيات الثلاث مرتبطة ببعضها لفظا ومعنى. والله أعلم.