للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«تعدد أسماء السور» «١» أسماء الفاتحة

وتسمّى فاتحة الكتاب: المثاني أيضا «٢»، فهو اسم مشترك «٣»، وتسمّى سورة


(١) الكلام على ألقاب سور القرآن سيأتي بعد الحديث عن أسماء الفاتحة وأقسام القرآن ومعنى السورة والآية، وقد قدم المؤلف الحديث عن أسماء الفاتحة لأن من أسمائها المثاني، وقد تقدم أنّ من أسماء القرآن كذلك: المثاني فللمجاورة قدم ذلك.
وهنا ينشأ سؤال: من الواضع لأسماء السور؟
ذهب السيوطي إلى أن أسماء سور القرآن بتوقيف من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حيث قال: «وقد ثبت أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك» اه.
الاتقان ١/ ١٥٠ وذكره الألوسي في تفسيره ١/ ٣٤.
ولعل السيوطي يقصد بذلك بعض الأسماء- وبخاصة الثابتة في المصاحف- وليس كل الأسماء التي ذكرت لبعض السور ورد فيها نص من النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأكبر دليل على ذلك أن السيوطي نفسه قد سرد لسورة الفاتحة خمسا وعشرين اسما، ومعظمها لم يذكر فيها نصا يدل على التوقيف أو أثرا موقوفا على أحد الصحابة أو قولا معزوا إلى أحد التابعين وإنما هي أقوال معزوة إلى بعض العلماء المتأخرين، استنباطا مما تحمله السورة في طياتها من معاني سامية وآداب رفيعة، أو أخذا من مفهوم بعض الأحاديث وليس من منطوقها، ولذلك نجد السيوطي ينقل عن الزركشي قوله: «وينبغي البحث عن تعداد الأسامي، هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات؟ فإن كان الثاني فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسمائها، وهو بعيد» اه البرهان ١/ ٢٧٠، والإتقان ١/ ١٥٩.
ولكن الذي ظهر لي من صنيعهما- رحمهما الله تعالى- أنهما ذكرا النوعين، أي ما وردت به الآثار وما لم ترد، وسيأتي مزيد بيان على هذا عند الحديث عن «ألقاب سور القرآن» وكيف ان السخاوي وغيره من العلماء قد أكثروا من ذكر أسماء لسورة (التوبة) فقد أوصلها السخاوي إلى اثني عشر اسما، ونقل السيوطي عنه بعضها دون ذكر لمستند من حديث أو أثر، وإنما معظمها مأخوذ من الجو العام للسورة وملابساتها التي تنزلت فيها.
(٢) في بقية النسخ: أيضا المثاني.
(٣) أي أن كلمة (المثاني) تطلق على عدة معان: فتطلق على الفاتحة، وعلى سور القرآن الكريم كلها وعلى آياته، وغير ذلك. انظر: تفسير ابن كثير ٢/ ٥٥٧، والبرهان ١/ ١٤٥ وتفسير الشوكاني ٣/ ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>