للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة إبراهيم (عليه السلام)]

ليس فيها من المنسوخ والناسخ شيء، وأما قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: إن فيها آية منسوخة، وهي قوله عزّ وجلّ: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ «١» نسخها قوله عزّ وجلّ في النحل «٢»: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ «٣» فمما لا يلتفت إليه، ولا يعرّج عليه، ولا يستحق أن يكون جوابه إلّا السكوت عنه «٤».


(١) إبراهيم (٣٤).
(٢) صحفت في د إلى: (البخل).
(٣) النحل (١٨).
(٤) انظر: الناسخ والمنسوخ لابن حزم ص ٤٢، وابن سلامة ص ٢٠٣، ٢٠٤ وقلائد المرجان ص ١٢٧، وحكى ابن البارزي فيها القولين: النسخ والأحكام، دون أن يعزو ذلك لأحد كعادته.
انظر: ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه ص ٣٨.
وإذا أمعنا النظر في الآيتين الكريمتين، فإننا نجد أنه لا تعارض بينهما فالآية الأولى تتحدث عن المشركين بالله، وموقفهم من نعمه عليهم وهو موقف الجاحدين الظالمين، فناسب أن تختم الآية بقوله تعالى: ... إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ. والآية الثانية التي قيل: إنها ناسخة يقرر الله تعالى في أولها ما قرره في أول الآية الأولى، التي قيل: إنها منسوخة، ويعد بالغفران والتوبة من اهتدى فآمن به بعد
كفر، وشكر نعمة الله عليه بعد جحودها، فناسب أن يضيف إلى فضائل الله ونعمه التي دعانا إلى تأملها في الآية، فضيلة أخرى يختم بها الآية، وهي الرحمة والمغفرة، هذا بالإضافة إلى أنهما خبران مؤكدان، ولا يسوغ النسخ في الأخبار.
انظر: النسخ في القرآن ١/ ٤٤٩، ٤٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>