للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة طه ويس]

وقال شهر بن حوشب «١»: (يرفع «٢» القرآن عن أهل الجنة إلّا طه ويس «٣»). وعن ابن عمر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «من قرأ طه ويس كل شهر مرة، أضمن له الجنة، وطوبى لمن مات وهاتان السورتان في جوفه» «٤».

[سورة الحج]

وعن عمر- رضي الله عنه- أنّه سجد في الحج سجدتين، وقال: «إنّ هذه السورة فضّلت على السور بسجدتين» «٥».

وعن نبيه بن صؤاب «٥». صلّيت مع عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- بالجابية «٧» صلاة الصبح، فقرأ بسورة الحج، فسجد فيها سجدتين، ثم قال: «إنّ هذه السورة فضّلت على السور بسجدتين» «٨».


(١) شهر بن حوشب الأشعري، فقيه قارئ، من رجال الحديث، سكن العراق، وهو شامي الأصل، صدوق كثير الإرسال، والأوهام، من الثالثة، مات سنة ١١٢ هـ.
التقريب ١/ ٣٥٥، والميزان ٢/ ٣٨٣، وفيه توفى سنة ١٠٠ هـ وقيل ١١١. والأعلام ٣/ ١٧٨.
(٢) هكذا في الأصل. وهو موافق لما في فضائل القرآن لأبي عبيد ص ١٧٨ وجاءت العبارة في بقية النسخ: (يزيغ).
(٣) أخرجه أبو عبيد في فضائله بسنده عن شهر بن حوشب ص ١٧٨، وباب فضل السجدة ويس ص ١٨٥.
وذكر السيوطي نحوه قال: أخرج ابن مردويه عن أبي أمامة أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «كل قرآن يوضع على أهل الجنة، فلا يقرءون منه شيئا، إلّا طه ويس، فإنهم يقرءون بهما في الجنة» اه.
الدر المنثور ٥/ ٥٤٨. وأورده كذلك الشوكاني في فتح القدير ٣/ ٣٥٤ هكذا ورد هذا الأثر موقوفا ومرفوعا، وسكت عنه السيوطي والشوكاني فالله أعلم بصحته.
فإن صح، فإنّ معناه- حسب فهمي-: أنّ القرآن الكريم كلام الله تعالى وصفة من صفاته، وقد قرأه المؤمنون في الدنيا ونالوا به الجنة، وحصل لهم مطلوبهم، بعد أن سهروا في تلاوته، وقاموا به آناء الليل وأطراف النهار، أمّا في الآخرة فليس هناك تكاليف، فلم يكلفوا بتلاوة شيء، بل رفع عنهم كما رفعت سائر العبادات.
وبقيت هاتان السورتان على ألسنة المؤمنين يتلذذون بتلاوتهما. والله تعالى أعلم.
(٤) لم أستطع الحصول على هذا الحديث في مظانه.
(٥) ذكر هذه الآثار عن عمر بن الخطاب: ابن أبي شيبة في المصنف ٢/ ١١، وأبو عبيد في فضائل القرآن باب فضل سورة الحج وسورة النور (١٧٩)، قال ابن كثير: قال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي: حدّثني ابن أبي داود وساق السند إلى أبي الجهم أنّ عمر سجد سجدتين في الحج وهو بالجابية، وقال: «إنّ هذه السورة فضلت بسجدتين» اه من تفسيره ٣/ ٢١١.- والمراد بالسجدتين هما الواردتان في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ .. إلى قوله: إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ الحج (١٨)، والثانية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا .. الآية (٧٧) الحج-.
وزاد السيوطي والشوكاني نسبته إلى سعيد بن منصور وابن مردويه والبيهقي كلهم عن عمر بن الخطاب. راجع الدر ٦/ ٣، وفتح القدير ٣/ ٤٣٤. وأورد الإمام مالك أثرين عن عمر وابنه أنهما سجدا سجدتين في الحج. انظر الموطأ كتاب الصلاة باب الآيات التي يؤثر السجود فيها وإذا قرأها في الصلاة سجد فيها ١/ ٢٣٥.
وفي نصب الراية للزيلعي قال: بعد أن ذكر الأثر عن عمر في الموطأ- قال: «وأخرج الحاكم عن ابن عباس وعمر وابن عمر وعبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وأبي موسى وأبي الدرداء: أنّهم سجدوا في الحج سجدتين» اه ٢/ ١٨٠.
يقول الشوكاني: وقد روي عن كثير من الصحابة أن فيها سجدتين، وبه يقول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال بعضهم: «إنّ فيها سجدة واحدة، وهو قول سفيان الثوري، وأخرجه ابن أبي شيبة عن ابن عباس وإبراهيم النخعي» اه فتح القدير ٣/ ٤٣٤.
وراجع أحكام القرآن للجصاص الحنفي ٣/ ٢٢٤، والجامع للقرطبي ١٢/ ١.
(٧) نبيه- بضم النون- بن صؤاب- بضم المهملة بعدها همزة- أبو عبد الرحمن الجهني ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٨/ ٤٩١، وقال: إنّه صلى مع عمر بالجابية ... وذكره.
وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ١٠/ ٢٩٠ وقال: قدم على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وسلم وشهد فتح مصر، وترجم له ابن حجر في الإصابة وذكر الأثر عنه عن عمر ١٠/ ١٤٣ رقم ٨٦٧٩.
(٨) الجابية: مدينة بدمشق، وباب الجابية باب من أبوابها. اللسان ١٤/ ١٣١ (جبى) والقاموس ٤/ ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>