[العلم الثاني في الجزء الاول الإفصاح الموجز في إيضاح المعجز]
تحدث تحت هذا العنوان عن قضية الإعجاز، وكيف أنّ القرآن الكريم نزل بلغة العرب، وهم أهل اللسان والبيان، وهم الفصحاء البلغاء فتحداهم أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة قصيرة، فعجزوا، بالرغم من وجود أسباب المعارضة، وكان عجزهم دليلا على أن القرآن من عند الله، وقد وقع التحدي لهم بنظمه ومعناه، وكذلك فإن أسلوب القرآن جاء مخالفا لمعهود كلام البشر سواء كان شعرا أو نثرا أو سجعا، فإن كلام البشر- وإن كان قد صدر من فصيح بليغ- فإنّه إذا طال يظهر فيه التفاوت والاختلاف والإخلال ...
أما القرآن الكريم كله فإنّك لا تجد فيه ذلك التفاوت والاختلاف، ولما عجزوا عن معارضته لجأوا إلى القتال، وبذل الأموال والعتاد ثم أورد المؤلف تساؤلا وأجاب عليه، ومضمونه:
فإن قيل: فأي فائدة في تكرير القصص والأنباء؟
ثم أجاب على هذا التساؤل، وذكر عدة فوائد في ذلك، وأقام الأدلة والبراهين على أن القرآن كلام الله غير مخلوق عند أهل الحق، وأمّا المعتزلة، فإنهم يقولون: إنّ القرآن مثل كلام المخلوقين .. فرد عليهم بأدلة نقلية وعقلية ..