للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوضح من القولين وأصح: قول من قال: هو منقول من المصدر الذي هو بمعنى الجمع والضم «١».

[٤ - ومن أسمائه: الذكر.]

قال «٢» عزّ وجلّ: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ «٣» وهو منقول من المصدر، والذكر: الموعظة، والذكر: الشرف «٤».

[٥ - ومن أسمائه: الوحي.]

قال المؤمنون كلهم: القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله «٥».

وقال الله عزّ وجلّ: قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ «٦» وهو من قولهم: وحي يحي وحيا «٧».


(١) راجع ما ذكره السخاوي عند أول كلامه على (ومن أسمائه الكتاب) ثم إنّه في تصوري أنّ رأي أبي علي مبني على مقدمات ونتائج وتحليلات ما كان الأمر يستدعي هذا كله، فالكتاب يمكن حمله على المكتوب والمفروض والمضموم بعضه إلى بعض.
(٢) في بقية النسخ: قال الله عزّ وجل.
(٣) الحجر (٩).
(٤) قال الزركشي في البرهان: ١/ ٢٧٩ «وأما تسميته (ذكرا) فلما فيه من المواعظ والتحذير وأخبار الأمم الماضية.
وهو مصدر ذكرت ذكرا، والذكر: الشرف، قال تعالى: لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ الأنبياء (١٠) أي شرفكم». وانظر الإتقان ١/ ١٤٧، وتفسير ابن عطية ١/ ٨٠ ويطلق الذكر على عدة معان، فانظرها إن شئت في المفردات للراغب الأصفهاني (ذكر) ص ١٧٩.
(٥) هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة- وهي التي ندين الله بها أن القرآن كلام الله، وأنه أنزله على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم وحيا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا.
انظر: فتاوى ابن تيمية ٢/ ٣٧ وشرح العقيدة الطحاوية: ١٧٩ والهدى والبيان في أسماء القرآن ١/ ١٩٣.
(٦) الأنبياء: (٤٥).
(٧) يقال: وحي إليه الكلام يحيه وحيا، وأوحى أيضا، وهو أن يكلمه بكلام يخفيه، ويطلق الوحي في اللغة في عدة معان منها: الإشارة والكتابة والرسالة والإلهام والكلام الخفي، وكل ما ألقيته إلى غيرك. انظر: اللسان مادة (وحي) ومختار الصحاح، وراجع مشكل القرآن وغريبه لابن قتيبة ٢/ ١١٢.
والمفردات للراغب الأصفهاني (وحي) ٥١٥، والبرهان: ١/ ٢٨٠، وفتح الباري ١/ ٩، ١/ ١٤. ومعنى الوحي في لسان الشرع كما يقول الزرقاني: «أن يعلم الله تعالى من اصطفاه من عباده كل ما أراد اطلاعه عليه من ألوان الهداية والعلم ولكن بطريقة سرية خفية غير معتادة للبشر» مناهل العرفان: ١/ ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>