للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المعوذتان]

والفلق والناس: من المدني «١»، وقيل: من المكّيّ «٢».

فهذا جميع المختلف في تنزيله، ذكرته وما لم أذكره من السور فلا خلاف فيه «٣». وهو على ما ذكره عطاء الخراساني في المكّي والمدنيّ.


والآخر يدل على أنها مدنيّة. ثم جمع بينهما السيوطي ورجح أنها مدنيّة، راجع أسباب النزول له ص ٨١٦ على هامش الجلالين، وقد ذكر هذا أيضا في الإتقان ١/ ٣٧ ونقله عنه الألوسي ٣٠/ ٣٤١.
ومن هذا نفهم أن الراجح في سورة الإخلاص أنها مدنية. وهو ما صححه المؤلف رحمه الله تعالى. والله أعلم.
(١) عزاه القرطبي ٢٠/ ٢٥١، والشوكاني ٥/ ٥١٨ إلى ابن عباس- في أحد قوليه- وقتادة، وانظر البحر المحيط ٨/ ٥٣٠.
قال أبو حيان: «قيل: وهو الصحيح» أي أنّهما مدنيتان. وهذا ما اختاره السيوطي في الإتقان ١/ ٣٧، وهو أيضا ما يفهم من صريح كلام المؤلف.
وقال مكّيّ بن أبي طالب في التبصرة ص ٥٦٤ «الإخلاص والمعوذتان مدنيات» اه.
ومن أقوى المرجحات في كونهما مدنيتين ما قيل في سبب نزولهما، وهو قصة سحر لبيد بن الأعصم اليهودي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، كما ذكر ذلك الواحدي ص ٢٦٣ من أسباب النزول وكذلك السيوطي ص ٨١٧ وغيرهما.
وبناء عليه يترجح أنّهما مدنيّتان. والله أعلم.
(٢) قال القرطبي والشوكاني: وهو قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر. وعزاه أبو حيان إلى هؤلاء المذكورين، وأضاف إليهم ابن عباس في رواية كريب عنه. المصادر السابقة.
(٣) هذا بالنسبة لما نقله المؤلف عن عطاء الخراساني، وإلّا فهناك سور أخرى ورد الخلاف فيها، ولم يتعرض لها، فعلى سبيل المثال: لم يتعرض للآيات المستثناة من سورة الأنعام.
انظر تفسير البغوي والخازن ٢/ ٩٥، والقرطبي ٢٠/ ٣٨٢ وأبي حيان ٤/ ٦٦، والبرهان ١/ ١٩٩، والإتقان ١/ ٣٨، والدر المنثور: ٣/ ٣٤٤، وفتح القدير ٢/ ٩٦، وتفسير المنار ٧/ ٢٨٤، ولم يتعرض للحديث عن سورتي الأعلى والتكاثر هل هما مكيتان أو مدنيتان؟ وقد ذكر بعض العلماء الخلاف فيهما.
انظر تفسير القرطبي ٢٠/ ١٣، ١٦٨، والشوكاني ٥/ ٤٢٢، ٤٨٧ والألوسي ٣٠/ ١٢٩، ٢٨٥ وراجع الإتقان ١/ ٣٤، وتاريخ المصحف ١٠٩، ١١٠.
وهنا يحسن أن أذكر ما قاله الإمام أبو عمرو الداني: اعلم أنّ جميع سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة، ينتهي نصف الجميع إلى سورة المجادلة- أي أنّ المجادلة من النصف الثاني-.
وجملة السور المدنية التي لا خلاف فيها على ما رواه لنا أئمتنا عن سلفنا إحدى وعشرون سورة.
وجملة السورة المكّيّة التي لا خلاف فيها أيضا على ذلك أربع وسبعون سورة وجملة المختلف فيه من

<<  <  ج: ص:  >  >>