للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة ق]

وقال ابن عباس وقتادة: قوله عزّ وجلّ في «١» سورة ق وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ «٢» نزلت هذه الآية بالمدينة «٣» وباقي السورة بمكة.

[سورة النجم]

وقالا «٤»: في سورة (والنجم) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ «٥» وَالْفَواحِشَ .. «٦»

الآية نزلت بالمدينة «٧» وباقيها مكّي.


والشوكاني: إنّها نزلت بعد حجّة الوداع، وهذا على قول من يقول: ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة المكي وقال السخاوي والسيوطي والألوسي: إنها نزلت لما خرج عليه الصلاة والسلام من مكة مهاجرا إلى المدينة.
وفي هذا يقول السيوطي في الدر ٧/ ٤٦٣ أخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس- رضي الله عنهما- (أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا خرج من مكّة إلى الغار التفت إلى مكة، وقال: أنت أحب بلاد الله إلى الله، وأنت أحب بلاد الله إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك لم اخرج منك ... فأنزل الله تعالى وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ .. الآية وراجع أسباب النزول له ٦٧٢ وقد ذكر هذا القرطبي ١٦/ ٢٣٥ عند تفسيره الآية وقال: وهو حديث صحيح. اه.
وبناء عليه يفهم أن للقرطبي قولين:
ومما تقدم يمكنني أن أقرر وأنا مطمئن بأن الآية نزلت عند الهجرة. لأن ملابسات النظر إلى مكّة والبكاء متحقق عند خروجه عليه الصلاة والسلام خفية تاركا وطنه وأهله وماله.
أما بعد حجّة الوداع فإن مكّة أصبحت دار إسلام وأمان ولم يخرج منها أحد فرارا بدينه بعد ذلك.
والله أعلم.
(١) (في) ساقطة من د، ظ.
(٢) سورة ق (٣٨).
(٣) نسب هذا القول إلى ابن عباس وقتادة: القرطبي ١٧/ ١، وأبو حيان ٨/ ١٢٠، والشوكاني ٥/ ٧٠، والألوسي ٢٦/ ١٧٠ بإسناده إلى قتادة أنها نزلت في اليهود، وذكره كذلك الواحدي في أسباب النزول ٢٢٦ بإسناده إلى ابن عباس، ونسبه إلى الحسن وقتادة دون إسناده وعزاه القرطبي ١٧/ ٢٤ إلى قتادة والكلبي. وعزاه كذلك ابن كثير إلى قتادة، راجع تفسيره ٤/ ٢٢٩، وانظر: الدر المنثور ٧/ ٦٠٩، والإتقان ١/ ٤٥.
(٤) أي ابن عباس وقتادة.
(٥) إلى هنا ينتهي نص الآية في بقية النسخ.
(٦) النجم (٣٢) .. وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ.
(٧) عزا هذا الاستثناء إلى ابن عباس وقتادة القرطبي في تفسيره ١٧/ ٨١. وعزاه الشوكاني إلى ابن عباس

<<  <  ج: ص:  >  >>