ومن هنا كان المناسب لهم أن يخاطبوا بالقرآن الذي دخل عليهم من الباب الذي يجيدونه ويحسنونه والذي حازوا فيه قصب السبق، وهم أهل اللسان والبيان، حتى يتبين لهم أن هذا الكتاب حق وأنّ الذي جاء به صادق، فتلزمهم الحجة فيذعنون ويؤمنون عندئذ ويسعدون، إلّا من كتب الله عليهم الشقاوة، وذلك هو الخسران المبين وكما قلت بأن كثيرا من العلماء اعتنوا بهذا الجانب وبيّنوا كثيرا من وجوه إعجاز القرآن، فمن أراد الوقوف على ذلك فليرجع إلى إعجاز القرآن للباقلاني ٨ - ٤٧، وثلاث رسائل في إعجاز القرآن للرماني، والخطابي والجرجاني والشفا للقاضي عياض ١/ ٢٥٨ - ٢٧٩، والبداية والنهاية: ٦/ ٦٥، والبرهان ٢/ ٩٠، ومقدمتي تفسير ابن عطية ١/ ٧١، والقرطبي ١/ ٧٩ والإتقان ٤/ ٣ ومناهل العرفان ٢/ ٣٣١، والمعجزة الكبرى- القرآن الكريم- (٦٦)، والنبأ العظيم ص ٨٠ فما بعدها. (٢) فإذا عجز أولئك الفصحاء البلغاء والذين نزل القرآن بلسانهم، فمن باب أولى غيرهم ممن يأتي بعدهم على مر العصور. راجع كلام أبي بكر الباقلاني في هذا في كتابه إعجاز القرآن: ٢٥٠.