أ) أن سورة «التوبة» عرضت للحديث عن العهود والمواثيق التي كانت بين أهل الكتاب والمشركين من جهة، وبين المسلمين من جهة أخرى، ومن المعلوم أن الذي يقوم بابرام ذلك ويتولاه هم الرجال .. ب) ثم إنّ سورة «براءة» تحدثت عن قتال المشركين الذين نقضوا العهد وأول من يقوم بذلك- لا شك- هم الرجال. ج) وأيضا فإنّ سورة «براءة» كشفت عن أسرار المنافقين وفضحتهم ولم تترك أحدا منهم إلّا نالت منه، وأظهرت للمسلمين خطرهم ومكرهم وكيدهم حتى يأخذوا حذرهم منهم، وحتى لا يقع ضعاف النفوس فيما وقع فيه أولئك فيفضحهم الله أمام الناس. وأمّا بالنسبة للأمر بتعليم نسائنا سورة النور فيمكن ذكر أهم الحكم فيما يلي: أ) تناولت السورة الحديث عن الأسرة التي تعد النواة الأولى لبناء المجتمع، وعملت سياجا محاطا بها للمحافظة على شرفها وصيانة عرضها. ب) تعرضت للحديث عن الزنى وبدأت بذكر الزانية قبل الزاني، بخلاف السرقة التي ذكرت في سورة (المائدة) فقد بدئ فيها بذكر السارق لأن الرجل فيه جرأة وقدرة على السرقة أكثر من المرأة، بخلاف الزنى فإن المرأة- عادة- إن لم تطاوع الرجل فلن يحصل الزنى إلّا بالقهر والتهديد. ج) وتحدثت السورة عن كثير من الآداب السامية والأخلاق الرفيعة ومنها حرمة اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات، وبينت محارم المرأة التي لا يجوز للمرأة أن تبدي زينتها لغيرهم، وتعرضت للقواعد منهن اللاتي لا يرجون نكاحا. إلى آخر تلك المعاني التي تحملها السورتان في طياتهما والتي يمكن للقارئ استخلاص الكثير منها، ولا يتسع المقام لذكر أكثر من هذا. والله أعلم. (٢) أي وروى أبو عبيد، وهكذا كلما يأتي نحو هذا اللفظ كقوله: الترمذي ... وكقوله: النسائي ... إلخ. (٣) مالك بن عامر أبو عطية الوادعي الهمداني تابعي ثقة من الثانية، مات في حدود السبعين. قال: جاءنا كتاب عمر.، هكذا قال ابن حجر انظر التهذيب ١٢/ ١٦٩، والتقريب ٢/ ٤٥١، وتهذيب الكمال ١/ ٢٩٨ وتاريخ الثقات ٤١٨، والاصابة ١١/ ٢٧٨ رقم ٨٤٧. (٤) في بقية النسخ: قال: كتب ... إلخ. (٥) أخرجه أبو عبيد في فضائله- كما قال المصنف- بسنده إلى أبي عطية ص ١٧٣ باب فضل سورة براءة.