قال الترمذي: «هذا حديث ليس إسناده بالقوي» اه ٣/ ١٧٨. وأبو عبيد بسنده عن عقبة بن عامر باب فضل سورة الحج وسورة النور ص ١٨٠، والحاكم في المستدرك كتاب الصلاة: ١/ ٢٢١، وانظر: ٢/ ٣٩٠ من المصدر نفسه. قال ابن كثير:- عقب ذكره لكلام الترمذي المتقدم- «وفي هذا نظر فإن ابن لهيعة- أحد رجال السند- قد صرح فيه بالسماع، وأكثر ما نقموا عليه تدليسه» اه تفسيره ٣/ ٢١١. ويقول شارح سنن الترمذي: «حديث الباب هذا ضعيف، لكنه معتضد بغيره وبآثار الصحابة رضي الله تعالى عنهم». فالقول الراجح المعول عليه: «أن في سورة الحج سجدتين، والله تعالى أعلم» اه باختصار، وراجع بقية كلامه هناك ٣/ ١٧٩. والذي ظهر لي من كلام الترمذي وابن كثير وصاحب تحفة الأحوذي أنّ الحديث ضعيف، ولكن ثبوت السجدتين وارد من طرق أخرى عن عمر وغيره- كما مر- وكما سيأتي تقريره من أقوال الفقهاء. والله أعلم. (٢) الآخرة: أي التي في آخر السورة، وهي قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ... الحج (٧٧) وتقدمت قريبا. (٣) أخرجه أبو عبيد في فضائله بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه: ويسجدون في الأخيرة ... إلخ. ص ١٨١. يقول الجصاص: «والجمع بين الركوع والسجود مخصوص به الصلاة ... » اه. أحكام القرآن له ٣/ ٢٢٥. (٤) أخرجه أبو عبيد في فضائله بسنده إلى ابن عمر رضي الله عنهما ص ١٨٠، قال ابن الجوزي: «لم يختلف أهل العلم في السجدة الأولى من الحج واختلفوا في هذه السجدة الأخيرة» اه. زاد المسير في علم التفسير ٥/ ٤٥٤، وانظر أحكام القرآن للجصاص ٣/ ٢٢٤. يقول ابن كثير:- بعد أن ساق الأحاديث والآثار في ذلك- «فهذه شواهد يشد بعضها بعضا» اه تفسيره ٣/ ٢١٢. (٥) المتأمل في الأحاديث والآثار التي ساقها المؤلف في فضائل سورة النور يجدها لا تشتمل على ما يدل على فضيلتها صراحة. والله أعلم. (٦) أخرجه أبو عبيد في فضائله بسنده إلى أبي عطية ص ١٨١.