للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الرحمن]

واختلف في تنزيل سورة الرحمن عزّ وجلّ.

فقالت عائشة- رضي الله عنها- والحسن وعكرمة وعطاء بن يسار ومجاهد وسفيان بن عيينة «١» ومقاتل: هي مكيّة «٢».

وقال ابن عباس وقتادة: هي مكيّة إلّا آية واحدة يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ ... «٣» فإنها نزلت بالمدينة «٤» اه.


وعكرمة. انظر تفسيره ٥/ ١٠٣ قال السيوطي في الإتقان ١/ ٤٥ النجم استثنى منها الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ إلى اتَّقى آية (٣٢).
وقيل: أفرأيت الذي تولى .. الآيات التسع (٣٣ - ٤١).
وراجع تفسير الألوسي ٢٧/ ٤٤.
(١) سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي أبو محمد محدث الحرم المكّي وكان واسع العلم كبير القدر (١٠٧ - ١٩٨ هـ) راجع ترجمته في صفة الصفوة ٢/ ٢٣١، والفهرست لابن النديم ٣١٦، والميزان ٢/ ١٧٠ والتقريب ١/ ٣١٢، وطبقات المفسّرين للداودي ١/ ١٩٦، والرسالة المستطرفة ٣١، والأعلام للزركلي ٣/ ١٠٥.
(٢) قال القرطبي ١٧/ ١٥١ مكّية كلها في قول الحسن وعروة بن الزبير وعكرمة، وعطاء وجابر، ثم قال القرطبي: وهذا هو الأصح، ثم ذكر الأدلة على ذلك، ونقل هذا عن القرطبي الشوكاني في تفسيره ٥/ ١٣٠ وقد نسب القول بمكّيتها إلى الجمهور أبو حيان في البحر ٨/ ١٨٧، والسيوطي في الإتقان ١/ ٣٣ وقال: وهو الصواب، وساق الأدلة على ذلك ومنها قصة الجن، وراجع الدر المنثور ٧/ ٦٨٩، وتفسير الألوسي ١٧/ ٩٦ والثعالبي ٤/ ٢٤٠، وتاريخ المصحف ١٠٨.
(٣) الرحمن (٢٩).
(٤) عزا القرطبي هذا الاستثناء إلى ابن عباس. انظر تفسيره ١٧/ ١٥١، وكذلك أبو حيان ٨/ ١٨٧ ونقله عنه الألوسي ١٧/ ٩٦، وعزاه السيوطي في الإتقان ١/ ٤٥ إلى «جمال القراء» للسخاوي، يقول الألوسي ١٧/ ٩٧ وحكى استثناء هذه الآية في «جمال القراء» عن بعضهم، ولم يعينه. اه.
قلت: بل قد عينه السخاوي ونسبه إلى ابن عباس وقتادة، ولعل الألوسي- عفا الله عنه- اكتفى بالنقل من الإتقان، دون الرجوع إلى الأصل.
وهنا ينشأ سؤال لماذا قيل إنّ هذه الآية مدنية استثنيت من سائر السورة؟ وبالرجوع إلى ما روي في سبب نزولها يتضح الجواب، قال البغوي في تفسيره: ٧/ ٥ قال مقاتل: نزلت في اليهود حين قالوا:
إنّ الله لا يقضي يوم السبت شيئا. اه.
وذكره كذلك عن مقاتل أبو حيان ٧/ ١٩٣ وأيضا الألوسي ١٧/ ١١١ وذكره الخازن دون عزو بصيغة قيل، وكذلك أبو السعود ٨/ ١٨١، وعزاه الثعالبي في الجواهر الحسان في تفسير القرآن إلى النقاش ٤/ ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>