[العلم الخامس في الجلد الثاني أقوى العدد في معرفة العدد]
ذكر تحت هذا الموضوع أقسام عدد آي القرآن، ونسبة كل عدد إلى أهله، ومن روي عنه ذلك العدد من الصحابة- رضي الله عنهم- أو غيرهم ثم استعرض سورة القرآن سورة سورة، فإذا وجد خلاف بين علماء العدد ذكره وإذا لم يوجد قال: سورة كذا ليس فيها خلاف- أو عبارة نحوها- وهي كذا آية، وهكذا إلى آخر القرآن، وتوسع في كلامه على سورة «الفاتحة» وذكر الخلاف في البسملة هل هي آية منها أم لا؟ وبناء على ذلك الخلاف هل يجهر فيها في الصلاة أم لا؟ وأجاب على ذلك.
وقد وقع منه سهو في بعض المواضع، نبهت عليه في موضعه، معتمدا على كلام العلماء السابقين له واللاحقين في هذا الشأن.
ثم اختتم كلامه على هذا العلم بذكر العدد الإجمالي لآي القرآن عند أهل الكوفة والمدني الأخير والمدني الأول، وأهل البصرة وأهل الشام وعدد حروف القرآن وكلماته.
ومما قاله: وقد عدوا كلمات كل سورة وحروفها، وما أعلم لذلك من فائدة، ولأن ذلك إن أفاد، فإنما يفيد في كتاب يمكن الزيادة والنقصان منه، والقرآن لا يمكن ذلك فيه.
ثم أورد تساؤلا، وهو: ما الموجب لاختلافهم في عدد الآي؟
وأجاب عليه بقوله: النقل والتوقيف، ولو كان ذلك راجعا إلى الرأي لعدّ الكوفيون (الر) آية، كما عدوا (الم) ... الخ.
وهذا شبيه باختلاف القراءات، وهو راجع إلى النقل، والله أعلم.