بالتفضيل، وأن ما تضمنه قوله تعالى وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ البقرة (١٦٣)، وآية الكرسي وآخر سورة الحشر، وسورة الإخلاص، من الدلالات على وحدانية الله وصفاته، ومثل هذه المعاني: ليست موجودة في قوله تعالى تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ إلى آخر السورة، وليس مدلول قوله سبحانه هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ الحديد (٣) كمدلول: وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ الأنعام (١٤٣، ١٤٤)، وما كان مثل ذلك فالتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها، لا من حيث الصفة، وقد يقال: سورة خير من سورة وآية خير من آية: بمعنى أن القارئ يتعجل له بقراءتها فائدة سوى الثواب الآجل، وهو الاحتراز مما يخشى، والاعتصام بالله تعالى مما يكره، وذلك كقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين وخاتمة سورة البقرة ونحو ذلك ... » اه باختصار من التذكار في أفضل الأذكار ص ٣٢. وراجع البرهان للزركشي ١/ ٤٣٨، والإتقان ٤/ ١١٥ - ١٢٧. (١) كلمة «روى» ساقطة من د، ظ. (٢) رواه الترمذي ٨/ ٢٤٤، أبواب فضائل القرآن، وقال: حديث حسن غريب، قال شارح سنن الترمذي: «وفي سنده محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، وهو ضعيف». ثم نقل عن الحافظ ابن حجر قوله: «قال الذهبي: حسّن الترمذي حديثه فلم يحسن». وراجع ترجمة محمد بن الحسن المذكور في ميزان الاعتدال ٣/ ٥١٥، وكلام العلماء فيه، وقد ذكر الذهبي هناك هذا الحديث بسنده إلى أبي سعيد الخدري مرفوعا «يقول الله: من شغله القرآن ..... » ثم قال: «حسنه الترمذي فلم يحسن». والحديث أخرجه الدارمي في سننه ٢/ ٤٤١ باب فضل كلام الله على سائر الكلام، وراجع التذكار في أفضل الأذكار للقرطبي ص ٣٩. يقول الشوكاني: «والحديث لولا أن فيه ضعفا لكان دليلا على أن الاشتغال بالتلاوة عن الذكر وعن الدعاء يكون لصاحبه هذا الأجر العظيم ... » تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين ص ٢٦٢. وقوله في الحديث «وفضل كلام الله ... » الخ: «يحتمل أن تكون هذه الجملة من تتمة قول الله عز وجل، فحينئذ فيه التفات كما لا يخفى، ويحتمل أن تكون من كلام النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهذا أظهر لئلا يحتاج إلى ارتكاب الالتفات». تحفة الأحوذى ٨/ ٢٤٤. قال الشوكاني: «هذه الكلمة لعلها خارجة مخرج التعليل لما تقدمها من أنه يعطي المشتغل بالقرآن