للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنّه حدثهم عن جبير بن نفير «١» عن نواس بن سمعان «٢» عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمهم «٣» سورة البقرة وآل عمران «٤»، قال نواس:

وضرب لهما (مثلا) «٥» رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: تأتيان كأنهما غيايتان «٦» وبينهما شرق «٧» أو كأنهما غمامتان سوداوان، أو كأنهما ظلتان «٨»، من طير صواف «٩» تجادلان «١٠» عن صاحبهما» «١١».


(١) جبير بن نفير- بنون وفاء مصغرا- بن مالك بن عامر الحضرمي الحمصي ثقة جليل من الثانية، لأبيه صحبة مات سنة ٨٠ هـ وقيل نحوها.
تاريخ الثقات ص ٩٥، والتقريب ١/ ١٢٦.
(٢) النواس بن سمعان بن خالد العامري الأنصاري له ولأبيه صحبة. الإصابة ١٠/ ١٩٢، ومشاهير علماء الأمصار ٥٣، والتقريب: ٢/ ٣٠٨.
(٣) هكذا في النسخ، وفي سنن الترمذي وصحيح مسلم ومسند أحمد: تقدمه، وعلى كلا اللفظين يكون الضمير عائدا إلى القرآن أو إلى أهله.
(٤) قال الترمذي: «ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم وما يشبه هذا من الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن .. » اه ٨/ ١٩٢. وقال أبو عبيد: «يعني ثوابهما. قال أبو الحسن- لعلّه الأشعري- تكلّم أبو عبيد بهذا والسيف يومئذ يقطر» اه. فضائل القرآن ١٦٦. وقال النووي: «قال العلماء: المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين» ٦/ ٩٠.
وقال شارح سنن الترمذي: «وقيل: يصور الكل بحيث يراه الناس كما تصور الاعمال للوزن في الميزان، ومثل ذلك يجب اعتقاده إيمانا فإن العقل يعجز عن أمثاله» اه.
قلت: وهذا الذي ذكره شارح سنن الترمذي هو الذي تميل إليه النفس وترتاح حتى لا نخوض في التأويل ونخرج النصوص عن ظاهرها والله أعلم.
وهذا ما تشعر به عبارة أبي الحسن الأشعري التي قال فيها: إنّ أبا عبيد تأول ذلك والسيف يومئذ يقطر.
(٥) هكذا في الأصل: وضرب لهما مثلا رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثلاث أمثال ... الخ.
(٦) قال النووي: «قال أهل اللغة: الغمامة والغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغبرة وغيرهما» اه ٦/ ٩٠ وانظر اللسان ١٥/ ١٤٤ «غيا».
(٧) شرق:- بفتح الشين المعجمة وسكون الراء بعدها قاف- أي ضياء ونور. شرح النووي وتحفة الأحوذي، وراجع اللسان ١٠/ ١٧٤، وفي بقية النسخ: شرف.
(٨) في سنن الترمذي: أو كأنهما ظلة.
قال الشارح: والظلة: كل ما أظلك من شجر وغيره اه.
(٩) جمع صافة، أي باسطات أجنحتها في الطيران. المصدر نفسه.
(١٠) في د وظ: يجادلان.
(١١) أي تحاجان، والمحاجة: المخاصمة، وإظهار الحجة .... وظاهر الحديث أنهما يتجسمان حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>