للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أبو عبيد هذا الحديث فقال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله أو عبد الرحمن بن بديل العقيلي عن أبيه بديل بن ميسرة عن أنس بن مالك «١».

وروى أبو عبيد بإسناده «٢» عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ هذا القرآن مأدبة «٣» الله، فتعلّموا من مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن حبل الله عزّ وجلّ، وهو النور المبين والشفاء النافع، عصمة لمن تمسّك به ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوّم ولا يزيغ فيستعتب «٤»، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة «٥» الرد، فاتلوه، فإنّ الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أمّا إنّي لا أقول: (الم) حرف «٦» ولكن (ألف) عشر و (لام) عشر و (ميم) عشر» «٧».


الذي روى عنه عبيد الله بن سعيد عن عبد الرحمن بن بديل عن أبيه عن أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ... وذكره وعزاه إلى النسائي وابن ماجة، وأحمد.
انظر الميزان ٢/ ٥٤٩، وراجع الكنز ١/ ٥١٢، رقم ٢٢٧٧.
وفضائل القرآن لابن كثير ص ٥٤.
قال الحاكم في المستدرك: «قد روى هذا الحديث من ثلاثة أوجه عن أنس هذا أمثلها» اه.
وسكت عنه الذهبي، كتاب فضائل القرآن ١/ ٥٥٦.
(١) رواه أبو عبيد- كما قال المصنف- في فضائله باب فضل اتباع القرآن ص ٣٠.
(٢) في بقية النسخ: بإسناد.
(٣) تقدم قريبا ذكر معناها، ص ٢٨٣.
(٤) الاستعتاب: طلبك إلى المسيء الرجوع عن إساءته ..
ويقال: فلان يستعتب من نفسه ويستقبل من نفسه ويستدرك من نفسه إذا أدرك بنفسه تغييرا عليها بحسن تقدير وتدبير.
اللسان ١/ ٥٧٧، ٥٧٨ (عتب).
(٥) في ظق: على كثرة. وفي د وظ: عن كثرة.
(٦) كلمة (حرف) سقطت من ظق.
(٧) أخرجه أبو عبيد في فضائله- كما قال المصنف- باب فضل القرآن وتعلّمه وتعليمه للناس ص ٥، وانظر سنن الدارمي كتاب فضائل القرآن ٢/ ٤٣١ قال القرطبي: وأسند أبو بكر بن الأنباري عن عبد
الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .. وذكره.
التذكار في أفضل الأذكار ص ٣٠.
ونقله ابن كثير عن أبي عبيد، وقال: هذا غريب من هذا الوجه، ورواه محمد بن فضيل عن أبي إسحاق الهجري- بفتح الهاء والجيم- واسمه إبراهيم بن مسلم وهو أحد التابعين، ولكن تكلّموا فيه كثيرا، وقال أبو حاتم الرازي: ليّن ليس بالقوي، وقال أبو الفتح الأزدي: رفّاع كثير الوهم.
قلت:- ابن كثير- فيحتمل والله أعلم أن يكون وهم في رفع هذا الحديث وإنّما هو من كلام ابن مسعود، ولكن له شاهد من وجه آخر والله أعلم اه. فضائل القرآن لابن كثير ص ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>