للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الحسن: (قرّاء القرآن: ثلاثة أصناف:

أ) فصنف اتخذوه بضاعة يأكلون به.

ب) وصنف أقاموا حروفه وضيّعوا حدوده، واستطالوا «١» به على أهل بلادهم واستدرّوا «٢» به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن لا كثرهم الله.

ج) وصنف عمدوا الى دواء القرآن فوضعوه على داء «٣» قلوبهم، واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث وينصر بهم على الأعداء.

والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعزّ من الكبريت «٤» الأحمر) «٥».

وعن أبي الأحوص «٦» قال: (إن كان الرجل ليطرق «٧» الخباء «٨» فيسمع فيه كدوي «٩» النحل، فما لهؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون) «١٠»؟!.


(١) استطال على الناس إذا رفع رأسه، ورأى أن له عليهم فضلا في القدر. اللسان ١١/ ٤١٢ (طول).
(٢) أي استجلبوهم وطلبوا درّهم وعطاياهم. انظر نحوه في المصدر نفسه ٤/ ٢٨ (درر).
(٣) قوله: .. القرآن فوضعوه على داء .. الخ هذه العبارة سقطت من ظق وأضيفت في الحاشية لكنها لم تظهر.
(٤) الكبريت: معروف، وهذا كقولهم: أعز من بيض الأنوق، ويقال: ذهب كبريت أي خالص.
اللسان ٥/ ١٣٠ (كبر).
وكبرته: عالجته بالكبريت، وهو عنصر ذو شكلين بلورين وثالث غير بلوري نشيط كيميائيا، وينتشر في الطبيعة شديد الاشتعال اه. المعجم الوسيط ٢/ ٧٧٣.
(٥) ذكره أبو عبيد بسنده إلى الحسن ص ٦٥ وفي سنده عمار بن سيف الضبي الكوفي، قال ابن حجر:
«ضعيف الحديث وكان عابدا» اه التقريب ٢/ ٤٧. وله شاهدان لا يخلو كل واحد منهما من ضعف في سنده.
انظر كنز العمال ١/ ٦٢٢، ٦٢٤ رقم ٢٨٨٠، ٢٨٨٢، وله شاهد كذلك ذكره بنحوه ابن المبارك في كتاب الزهد بسنده إلى الحسن باب ما جاء في ذنب التنعم في الدنيا ص ٢٧٤.
(٦) عوف بن مالك بن نضلة- بفتح النون وسكون المعجمة- الجشمي- بضم الجيم وفتح المعجمة- أبو الأحوص الكوفي، مشهور بكنيته ثقة من الثالثة، من أصحاب عبد الله بن مسعود، روى عن علي بن الأقمر الوادعي وغيره. راجع التقريب ٢/ ٩٠، والجرح والتعديل ٧/ ١٤، ٦/ ١٧٤، والكنى للإمام مسلم ١/ ٩١.
(٧) الطروق: المجيء ليلا. انظر غريب الحديث لأبي عبيد ١/ ٢٣٣ ومختار الصحاح ٣٩١ (طرق).
(٨) تقدم معناه ص ٢٦٥.
(٩) الدوي: الصوت، يقال: دوّى الصوت يدوي تدوية كدوي النحل وغيره. اللسان ١٤/ ٢٨١ (دوى).
(١٠) ذكره أبو عبيد في فضائله بسنده إلى أبي الأحوص ص ٦٧. وذكره النووي في التبيان في الباب الخامس كذلك عن أبي الأحوص ص ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>