للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال [أبو عمرو] «١» بن عبد البر: «٢» العلاء ليس بالمتين عندهم، وقد انفرد بهذا الحديث، وليس يوجد إلّا له، ولا تروى ألفاظه عن أحد سواه «٣» والله أعلم اه.

ب- وأما من جهة المعنى «٤»، فأقول مستعينا بالله: أنه. ليس بحجة في إسقاط بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من الفاتحة، لأنه إنما لم يذكر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لأن المراد منها موجود في قوله في الآية الثالثة الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «٥» فلو قال: اقرءوا يقول العبد: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يقول الله عزّ وجلّ: أثنى عليّ عبدي، ثم قال بعد


(١) هكذا في الأصل ود وظ. وفي ظق: أبو عمر، وهو الصواب.
(٢) يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر القرطبي المالكي أبو عمر، من كبار حفاظ الحديث، مؤرخ أديب بحاثة، له مصنفات كثيرة، يقال له: حافظ المغرب، ولد بقرطبة وتوفي بشاطبة (٣٦٨ - ٤٦٣ هـ). انظر الديباج المذهب في أعيان المذهب (ص ٣٥٧) وفيه: يوسف بن عمر بن عبد البر.
والبداية والنهاية (١٢/ ١١١) وهدية العارفين (٢/ ٥٥٠) والأعلام (٨/ ٢٤٠).
(٣) في حاشية نسخة ظق: كتب بخط مغاير: قوله: قال يحيى بن معين: العلاء بن عبد الرحمن ليس حديثه بحجة ... إلى آخر ما قال: ينافيه قوله: وهذا حديث صحيح لا خلاف في صحته وثقة رواته، ولكن التعصب أعماه عنه ... لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ اه ورقة (٥٧/ أ).
وأقول: إن هذا الاعتراض في مكانه، إلا أن العبارة فيها نوع من الشدة والجفاء على الإمام السخاوي، فهو لا يعد من المحدثين المتخصصين وإنما من القراء المجودين، ولم يزد هنا على نقل عبارة رجال الجرح والتعديل، وإن كان صنيعه هذا ينبئ بشيء من التعصب إلى المذهب، ويكفي أن الإمام مسلم قد أودعه صحيحه كما سبق.
يقول الزيلعي: وقد رواه عن العلاء الأئمة الثقات الأثبات، كمالك وسفيان بن عيينة وابن جريج وغيرهم، والعلاء نفسه صدوق اه نصب الراية (١/ ١٤٠).
(٤) في حاشية ظق: كتب بخط مغاير: قلت: لا طائل تحت هذا المعنى الذي تمعناه هذا القائل، وإنما هو كلام ظاهر البرودة، لأنه لو كانت العلة في إسقاط البسملة ما ذكر لكان إسقاط آية من وسط السورة أولى ... (الرحمن الرحيم).
ثم هناك كلمات مطموسة فهمت منها أنه إن كان المقصود حذف إحداهما للتكرير فإسقاط الثانية أولى ليكون الابتداء بأول السورة بالبسملة أولى وأحق من الابتداء بالبعض، ولوجوه أخر ظاهرة للمتأمل.
يقول: فنعوذ بالله من قول لا طائل له ومن التعصب اه ورقة (٥٧/ ب).
(٥) رد على هذا الجصاص بقوله: فإن قال قائل: إنما لم يذكرها لأنه قد ذكر الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في أضعاف السورة، قيل له: هذا خطأ من وجهين، أحدهما: أنه إذا كانت آية غيرها فلا بد من ذكرها، ولو جاز ما ذكرت لجاز الاقتصار بالقرآن على ما في السورة منها دونها، الثاني: أن قوله بِسْمِ اللَّهِ فيه ثناء على الله، وهو مع ذلك اسم مختص بالله تعالى لا يسمى به غيره فالواجب لا محالة أن يكون مذكورا في القسمة، إذ لم يتقدم ذكر فيما قسم من آى السورة ... اه أحكام القرآن له (١/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>