للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخافُ «١» إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ، أفهذا ينسخ بما ذكروه «٢»؟!.

الثاني: قوله عزّ وجلّ: ... لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ «٣» الْمُنْتَظِرِينَ «٤».

قالوا: نسخت بآية السيف «٥»، وليس ذلك بصحيح، إنما نزل ذلك في طلبهم الآيات المهلكة، لولا تَأْتِينَا السَّاعَةُ «٦»، أمطر عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ «٧»، فقيل له: قل إني لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ «٨»، كما قال نوح- عليه السلام- لما قيل له: قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* (قالَ) «٩» إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ «١٠»، وكذلك أمر نبينا صلّى الله عليه وسلّم أن يقول: إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ «١١» وهذا تهديد ووعيد، أي فانتظروا ما طلبتم، إني منتظر ذلك معكم، وكما قال (له) «١٢»: قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ «١٣»، ومثل هذا لا ينسخ بآية القتال «١٤».


(١) في ت. كتبت الآية خطأ ( ... إليّ قل اني ... ).
(٢) الجواب: لا. وانظر الكلام على نظير هذه الآية في الموضع الأول من سورة الأنعام ص: ٦٩٦.
وهي الآية الخامسة عشرة، وراجع نواسخ القرآن لابن الجوزي ص ٣٧١. وزاد المسير ٤/ ١٤.
(٣) كتبت الآية خطأ في د: (من المنتظرون)!.
(٤) يونس (٢٠). وأولها: وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ .. الآية.
(٥) قال بذلك ابن سلامة ص ١٩٢، والكرمي ص ١٢٢، وابن البارزي ص ٣٦. وذكره ابن حزم ص ٤١، والفيروزآبادي ١/ ٢٤٠، ولكن ليس في هذه الآية، بل في آية أخرى شبيهة بها، وهي قوله تعالى: ... قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ آية ١٠٢ من السورة نفسها.
(٦) لعل المصنف أراد الاقتباس فحسب، ولم يرد الاستدلال بآية قرآنية، لأنه لا يوجد آية بهذا النص، وأقرب آية إلى ما ذكره المصنف قوله تعالى: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ سبأ آية ٣.
(٧) الأنفال (٣٢).
(٨) وردت آية في الأنعام: قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ، وليس هناك آية في القرآن الكريم بهذا النص الذي أورده المصنف ولعله أراد الاقتباس أيضا. والله أعلم.
(٩) سقطت من النسخ.
(١٠) هود: ٣٢، ٣٣.
(١١) وهي الآية التي نحن بصدد الحديث عنها.
(١٢) في بقية النسخ: وكما قال له:.
(١٣) الأنعام (٥٨).
(١٤) وهذا هو الحق، لأنهم طلبوا شيئا ودليلا آخر يبرهن على صدق نبوته، فأجابهم بقوله: ان الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>