للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبيّن بقوله سبحانه إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى، أنه لم يرد العموم بقوله وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟ «١».


(١) قال الإمام الطبري: بعد ذكره لأقوال العلماء فيها- ما ملخصه: وأولى الأقوال في تأويل ذلك بالصواب قول من قال: عني بقوله إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى ... ما كان من معبود، كان المشركون يعبدونه، والمعبود لله مطيع، وعابده بعبادتهم إياه كفار، لأن قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ .. ابتداء كلام محقق لأمر كان ينكره قوم .. حيث قال بعضهم للنبي صلّى الله عليه وسلّم: ما الأمر كما تقول لأنا نعبد الملائكة، ويعبد آخرون المسيح وعزيرا، فرد الله عليهم قولهم ...
فأما قول الذين قالوا: ذلك استثناء من قوله إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ .. فقول لا معنى له لأن الاستثناء إنما هو إخراج المستثنى من المستثنى منه، ولا شك أن الذين سبقت لهم منا الحسنى، إنما هم أما ملائكة وأما أنس أو جان، وكل هؤلاء إذا ذكرتها العرب فإن أكثر ما تذكرها ب (من) لا ب (ما)، والله تعالى ذكره إنما ذكر المعبودين الذين أخبر أنهم حصب جهنم ب (ما)، قال: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ إنما أريد به ما كانوا يعبدونه من الأصنام والآلهة من الحجارة والخشب، لا من كان من الملائكة والإنس ... اه جامع البيان: ١٧/ ٩٧ - ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>