ولعل القارئ يشاركني الرأي في هذه الآية بل وفي كل الآيات التي سبق الحديث عنها من هذا النوع أنه لا مجال للقول بالنسخ فيها وقد سبق بيان ذلك في مواضعه، وأنه لا تعارض بين تلك الآيات وبين آية السيف حتى نلجأ إلى القول بالنسخ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. (١) من هنا إلى قوله: وهذه الجملة استخرجتها ... الخ سقط من كتاب الناسخ والمنسوخ لهبة الله بن سلامة في طبعتيه- على هامش أسباب النزول، وطبعة مصطفى البابي الحلبي. وقد كنت تتبعت هذه المواضع التي ذكرها السخاوي في أماكنها المتفرقة من الكتاب حيث لا توجد مجتمعة، وظننت أن السخاوي جمعها من أقوال ابن سلامة المتناثرة في ثنايا الكتاب، ثم رجعت إلى نسخه مخطوطة من كتاب ابن سلامة، فوجدت الكلام الذي نقله السخاوي في مكانه من آخر الكتاب مجتمعا، وأن الخطأ وقع من أصحاب الطباعة، والله أعلم، أو من بعض النساخ حيث سقط النص المذكور من نسخة حيدرآباد، ولعل الذي قام بطبع الكتاب اعتمد على نسخه حيدرآباد رقم (١٣٢٤١) ثم إني وقفت على الكتاب مطبوعا في المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى عام ١٤٠٤ هـ فوجدت النص بنحوه. (٢) وذلك في الموضع التاسع عشر والثالث والعشرين من سورة النساء (ص ٦٦٥، ٦٦٩) وراجع كذلك مناقشة السخاوي للآية (٥٤) من سورة الذاريات فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (ص ٨٤٣). (٣) الأنعام: (١٥) (٤) الآية الثانية من سورة الفتح. (٥) راجع الموضع الأول من سورة الأنعام من هذا الكتاب (ص ٦٩٦). وكذلك الموضع الأول من سورة يونس- عليه السلام- (ص ٧٢٩).