للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - إجابة داعي الشهوات:

وقد يكون في إجابته الهلاك فكم من شهوة أورثت حزنا وندامة.

٥ - ترك استشارة ذوي الخبرة في أمور يجهلها:

وهذا الجهل يجعل الإنسان لا يحسن التعامل مع الأمور، فربما يعجل فيما حقه التأني، أو يتأني فيما حقه التعجل، وهكذا.

الوسائل المعينة على اكتساب صفة التأني

١ - الدعاء:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله بأن يهديه إلى أحسن الأخلاق فكان من دعائه: ((واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت)) (١).

٢ - النظر في عواقب الاستعجال:

قال أبو إسحاق القيرواني: (قال بعض الحكماء: إياك والعجلة فإنّ العرب كانت تكنيها أم الندامة؛ لأنّ صاحبها يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويعزم قبل أن يفكّر، ويقطع قبل أن يقدّر، ويحمد قبل أن يجرّب، ويذمّ قبل أن يخبر، ولن يصحب هذه الصفة أحد إلّا صحب الندامة، واعتزل السلامة) (٢).

٣ - معرفة معاني أسماء الله وصفاته:

فمن أسمائه سبحانه الحليم والرفيق ومن معانيهما التأني في الأمور والتدرج فيها، وترك التعجل في أخذ الظالمين واختبارا لصدق من انتسب للإيمان وذلك إقامة للحجة وقطع للمحاجة وليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة. (٣).

قال تعالى: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [يونس: ١١].

٤ - قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم:

فنستفيد من سنته صلى الله عليه وسلم التأني والصبر على الإيذاء، قال خباب بن الأرت رضي الله عنه: ((شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)) (٤).

٥ - قراءة سيرة السلف الصالح:

سيرة سلفنا الصالح نجد فيها تحليهم بخلق التأني والتريث في أمورهم فقراءة سيرتهم فيها دروس وعبر.

٦ - استشارة أهل الصلاح والخبرة:

إذا أقدم الشخص على أمر يجهله فعليه أن يستشير أهل الصلاح والخبرة ولا يتعجل في أمره، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: ١٥٩].

قال الماوردي: (الحزم لكل ذي لب أن لا يبرم أمرا ولا يمضي عزما إلا بمشورة ذي الرأي الناصح، ومطالعة ذي العقل الراجح. فإن الله تعالى أمر بالمشورة نبيه - صلى الله عليه وسلم - مع ما تكفل به من إرشاده، ووعد به من تأييده، فقال تعالى: وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ .. وقال الحسن البصري - رحمه الله تعالى -: أمره بمشاورتهم ليستن به المسلمون ويتبعه فيها المؤمنون وإن كان عن مشورتهم غنيا) (٥).

نماذج في التأني

نماذج من تأني الأنبياء والمرسلين عليهم السلام

نبي الله يوسف عليه السلام:


(١) رواه مسلم (٧٧١).
(٢) ((زهر الآداب وثمر الألباب)) لأبي إسحاق القيرواني (٤/ ٩٤٢).
(٣) انظر: ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (٦/ ٥٥٧)، ((صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة)) لعلوي السقاف (١/ ١٣٩، ١٨٠).
(٤) رواه البخاري (٣٦١٢).
(٥) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (١/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>